مدينة ولاتة التاريخية بنى عندها السننكى حوالي 1214 ميلادية ، دخلها الإسلام مبكرا ومبشرا بهوية عربية راسما بشارته بريشة مغربية .
حكمها أولاد يونس وولاد امبارك ومشظوف ثم أظلم عليها المستعمر الفرنسي حيث بنى عندها سنة 1330هـ ، وتركها سنة 1336هـ لتعلن بعد الاستقلال إحدى أخجل مقاطعات الحوض الشرقي وأكثرهن عزلة.
شهد تاريخ المدينة القديمة انتكاسة وإهمالا متعمدا بحجة إثارة الحساسية ، ينضاف إلى ذلك ميوعة وتزوير الوثائق الفرنسية التي أريد لها ان تكون المرجع الأول والأخير لمدينة ولاتة من المهد إلى اللحد.
وقد شهدت المدينة معارك طاحنة وأحداثا تاريخية مؤلمة ظلت طي الكتمان ، وتجاوزتها الوثائق التاريخية ، ومن أبرز هذه الأحداث الحرب بين شرفاء ولاتة ، وهي الحرب التي أزاحت شرفاء ولاتة نهائيا وهم أبناء عمومة ، عن محراب الامامة والفتوى .
وكانت الحرب سببا رئيسيا لعودة الشريف مولاي عبد القادر ابراهيم إلى المغرب حتى لا يكون طرفا بين ابناء عمه ، كما رحل على إثرها الشريف مولاي الصالح وأبنائه ، وأبناء الشريف اليزيد ، وإبدوكل وبعض ايديلبه إلى واد بنعمان وأقاموا مدينة سنة 1223هـ اطلق عليها اسم النعمة ، وبنى لاحقا عندها المستعمر سنة 1336هـ ، ووضعوا عندها التلغراف سنة 1344هـ.
كما تنكرت الوثائق الحالية إلى معارك وأحداث شهدتها المدينة ايام عزها قبل ان تعود مقاطعة على غرار المقاطعات اللاحقة.
ففي مدينة ولاتة قتل أولاد يونس شنان لعروسي سنة 1040هـ ، وكان شنان لعروسي بنى قصبة شرق المدينة وأدار عليها سوار ، وضرب المغرم على كل شيئ حتى الحطب والماء والتراب التي تفرش في البيوت وضع عليها مغرما ، فاحتال له أولاد يونس فقتلوه ، وكانت تلك من ابرز الاحداث التاريخية التي شهدت المدينة.
وكان من ابرز المعارك الطاحنة التي شهدتها المدينة أيضا معركة سنة 1142هـ بين أولاد بوفايدة وإخوانهم أولاد منصور من جهة وبين أولاد طلحة.
وفي صفر سنة 1233هـ شهدت المدينة معركة بين أولاد العالية واولاد عيشة كلاهما من أولاد أمبارك.
وكان قبل ذلك بسنوات حوالي سنة 1210هـ معركة بين إيجمان وأولاد داود ، وفي نفس السنة أغار احمد بن محمد محمود على مشظوف في بطحاء ولاتة.
وفي سنة 1282هـ هزم أولاد علوش وأهل بورده غزو عثمان بن الحبيب في ولاتة.
وفيها هزم مشظوف أولاد أمبارك ، وفيها قتل أهل اسويد أعل بن محمد بن هنون بن بوسيف.
وكانت تازخت احدى القرى التاريخية المجاورة ، وهي قرية على ميلين غربي مدينة ولاتة ظلت عامرة حتى القرن التاسع الهجري وبها مقبرة عظيمة فيها ضريح العالم عبد الله ابن عمر بن محمد آقيت .
هذا وتتجه مدينة ولاتة بصمت في العصر الحالى نحو مصير تازحت وكمبي صالح.
مولاي الحسن بن مولاي عبد القادر