شكلت زيارة الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني لمدينة النعمة عاصمة ولاية الحوض الشرقي، نقطة العودة لتعزيز سياسة المجاملة والنفاق والاسترزاق، وتحويل الحملة الانتخابية إلى موسم قبلي بامتياز.
فقد نشطت النخبة المتلونة من أبناء الولاية، والمستفيدة من نهب خيرات البلد في تعبئة السكان في إطار قبلي، ترهيبا وترغيبا وبوعود عرقوبية لحشد أكبر عدد من السكان رغم الظروف المناخية الحارة والتحديات والمشاكل على كل الأصعدة التي تعانيها الولاية.
وتميزت النخبة من وزراء الولاية والتي واكب معظمها أحكاما متعاقبة، ونجحت خلالها في مغالطة الرؤساء عن طريق جمع الحشود الوهمية وعزلها عن قتناعاتها السياسية بأساليب قبلية تتنافى مع الديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان.
ولعل النسخة الجديدة من الحملات الرئاسية استدعت اللجوء إلى أساليب بائدة من ممارسات نظام ولد الطايع، حيث باتت مظاهر يومية مكشوفة لدى الجميع في مسيرات معرفة قبليا تستغلها شخصيات مستفيدة من الفساد المستشري وتستميت في توطيده.
الجمل الأجرب
لم يكن حزب الإنصاف الحاكم أكثر حضورا من قناعات الحشد الذي تم تجميعه من كل حدب وصوب، وبدى حمات الفساد ثقبا أسود يمتص كل نور يتجه من السلطات العليا نحو الحزب الحاكم.
فقد انطلقت المسيرات من عواصم القاطعات نحو عاصمة الولاية النعمة، في استعراضات قبلية نادرة شعارها التمجيد القبلي، تعصبا للقبيلة وتفاخرا بمجدها التليد، بعيدا عن الديمقراطية والحداثة ودولة المساواة.
وبدى حزب الإنصاف مصورا في نقطة حزبية معتمة ككتلة غامضة في وجه حملات الترهيب والحمية القبلية التي أبدع فيها وزراء الحوض الشرقي لإجهاض أي أمل في مستقبل لهذا البلد المنهوب.
القناعات الغائبة
ورغم الحشود القبلية التي تداعت من كل حدب وصوب، فإن الحضور بدى تفاخرا بمجدها، أكثر مما هو دعم للمرشح بعينه.
وبدى أغلب الحاضرين لمهرجان المرشح الأبرز، لايعتبرون وجودهم دليلا على دعم ولد الشيخ الغزواني، وإنما من باب المظاهر والحمية القبلية، غير واثقين في انتخابات حرة ونزيهة.
وتحدث بعضهم عن معاناة ولاية الحوض الشرقي طيلة المأمورية الفارطة للرئيس ولد الشيخ الغزواني، والتي بدأت بفيروس كورونا وانتهت بالجفاف والأحداث الأمنية على الحدود .
غزواني ينقل خطاب ولد اشروقه لسكان الحوض الشرقي
وبدى خطاب المرشح ولد الشيخ الغزواني نسخة طبق الأصل مما يردده الناطق باسم الحكومة الناني ولد اشروقه أسبوعيا في تعليقه على مجلس الوزراء.
ورغم ما تعانيه الولاية من تراجع في المستوى المعيشي والخدمات الأساسية، ورغم الفقر المدقع والجهل والمرض، ورغم البطالة المستشرية بين الشباب وهجرة معظمه من الولاية، ورغم غياب انتصاب المؤسسات للحد من البطالة، ورغم التحديات التي تواجهها الثروة الحيوانية في الولاية، ورغم الأوضاع الأمنية والأحداث المستجدة على الحدود مع مالي، ورغم غياب أي سياسة هادفة للتعامل مع هذه المشاكل، تحدث المرشح عن استثمارات بمئات المليارات لم يوجد لها أي أثر على أرض الواقع حتى الآن، وحتى على الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء التي كانت انقطاعاتها المتكررة أبرز الحاضرين للمهرجان، وطريق آمرج وعدل بكرو التي أعلن عنها منذ بداية المأمورية الفارطة.
وقال المرشح للرئاسيات محمد ولد الشيخ الغزواني، إنه خلال المأمورية الأولى له "تم استثمار 150 مليارا من الأوقية في المشاريع التنموية في الولاية "، معتبرا أن الحوض الشرقي حصل على أكبر نسبة من الميزانيات القطاعية مقارنة بالولايات الأخرى.
وتابع ولد الشيخ الغزواني: "نتيجة لإحساسي بهموم ولاية الحوض الشرقي، وتنميتها عقدنا طاولة مستديرة بشأن تنمية الحوض الشرقي، وطلبنا من الشركاء إعطاء الأولوية لتنمية الحوض الشرقي".
وتحدث ولد الشيخ الغزواني تفصيلا عن الطاولة المستديرة التي عقدت في الحوض الشرقي قبل سنتين تحت إشراف الوزير الأول قائلا، إنهم أقنعوا الشركاء بأولوية الحوض الشرقي في أي مساعدات أو استثمارات أو قروض خاصة بموريتانيا.
وأكد ولد الشيخ الغزواني، أن الشركاء التزموا خلال تلك الطاولة بتعبئة أكثر من 60 مليار أوقية، إلا أن الأزمات التي يعرفها العالم أعاقتهم عن الوفاء بتلك الالتزامات، وتداركا لتلك الوضعية يتابع ولد الغزواني: "قررنا تخصيص 10 مليارات إضافية في ميزانية العام الحالي، توجه للمشاريع التنموية في الولاية، دون نقص ما كان مخصصا في ميزانيات القطاعات المختلفة.
وفي ميدان الزراعة قال ولد الشيخ الغزواني، إنه يجري العمل على 13 سدا حاليا إضافة إلى سدود كثيرة تم إنجازها في السنوات الماضية، مضيفا أنه تم توزيع أكثر من 400 كلم من السياج في مناطق مختلفة من الحوض الشرقي.
وبخصوص الكهرباء قال المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني، إن مشكلتها حلت جذريا، باستيراد مولدات ضخمة ذات جوة عالية، ستوفر الكميات المطلوبة من الكهرباء لمختلف مدن الحوض الشرقي.
واستطرد المترشح في شرح مشكلة الكهرباء التي عانت منها عدة مدن خلال السنوات الماضية، قائلا إنه جرى استبدال حوالي 50 مولدا في 50 مدينة كانت تعمل بإنتاجية ضعيفة، وتعاني من مشاكل مستمرة، نتيجة لرداءة نوعيتها.
وشدد غزواني، على أن مدينة النعمة عاصمة الولاية، ستعرف استقرارا في الكهرباء نظرا لاستغناء مدينة تمبدغه بمولدها الجديد، مبديا أسفه لما عرفته بعض مدن الحوض الشرقي في الفترة الأخيرة، ومبينا أن الأمر يعود لخطأ في التخطيط لتركيب مولدات جديدة، ذات جودة عالية، وعمر افتراضي طويل.
وفيما يتعلق بإمدادات المياه قال غزواني إنه في الوقت الذي يتحدث فيها هناك مجموعة من الحفارات تعمل منذ خمسة أشهر في مناطق مختلفة من الحوض الشرقي، مضيفا أن عدة مدن وعشرات القرى في الحوض وصلتها مياه الشرب خلال السنوات الخمس الماضية.
وبخصوص الطرق أكد ولد الشيخ الغزواني، أنه يجري العمل يجري العمل في طريق أمرج -عدل بكرو وطريق النعمه- انبيكة الأحواش، وأضاف: "لست راضيا عن وتيرة سير العمل في طريق عدل بكرو- أمرج وسيجري العمل على تسريعه".
وفيما يتعلق بالبنية التحتية التعليمية قال غزواني إن الحكومة تعمل على إنجاز أكبر مشروع تعليمي مند تأسيس موريتانيا، حيث يجري العمل على بناء 200 فصل دراسي، في ولاية الحوض الشرقي، ستنتهي أشغالها في ظرف قريب،مضيفا أنه لا تراجع عن مشروع المدرسة الجمهورية التي تعد أساسا لتعليم ناجح، ووحدة وطنية مستدامة، وراسخة.
وختم غزواني حديثه عن التنمية في ولاية الحوض الشرقي قائلا: "لن أرضى حتى أرى مستوى من الإنجاز يلبي طموح سكان الحوض الشرقي" وحتى أرى ولاية الحوض الشرقي مليئة بالإنجازات والمشاريع".
يتبع..
مولاي الحسن مولاي لموقع صوت