شكل مهرجان المدن التاريخية في نسخته الثامنة مناسبة لعناق الوبر والمدر في مدينة ولاتة التاريخية على انغام الفلوكلور الشعبي .
فقد تمايل الحضور وليس بالضرورة راقصا.. فكل على شاكلته ، واستمالت مقدمة المنصة انتباه الجميع ، وبيعت الابتسامات بملء الجيب.. وتوزع الحضور كل حسب هدفه.
فمن محرك لرجله ورأسه طربا للقوافي والألحان ، ومن محرك يده وصدره ليبدوا للعيان خلسة!!.
ولكن بعد أيام اختتم المهرجان ، وذهب الضيوف ، وعادت ولاتة إلى كهفها.
صحيح ان المدينة التاريخية التي ظلت رمم من الماضي ، خرجت من عزلتها لتستقبل ضيوفا بلوحة تحمل قطعها الأثرية وتراثها النادر ، واستضافت حشودا من البشر تحت ازمة عطش اثرية تعيشها المدينة التي مازال يُنظر إليها على انها من مخلفات الماضي.
لم يكن عطش المدينة عائقا أمام احتضان المهرجان الحاشد ، فقد انطلقت فعالياته تحت اشراف الرئيس ، وبعد ايام اختتم المهرجان وذهب الضيوف وعادت ولاتة إلى كهفها.
حصلت مدينة ولاتة على منصت والحمد لله.. وخرج سكانها الحاليين كخروج أهل الكهف حين عادوا إلى الحياة بعد نوم عميق!! ، ونجح مؤرخوها في تدوير التاريخ حتى داخ في تفسير ما لديهم من لوحات وقطع منقرضة ، ونجح عمدة المدينة في لجم المتضررين وتحييد لافتات المطالب بالماء الشروب خارج المنصة.
وعلى السلم الذي اوصله إلى قيادة البلدية نجح العمدة وبالتعاون مع حاكم المدينة وفرقة الدرك في مصادرة مطالب سكان ولاتة الباهتة المتمثلة في طريق ، وشربة ماء تُزيل الظمأ ، وذاك نجاح!! ، واختار ان يشكر الرئيس على تعيينه لولد البشير واصفا إياه بالابن البار "الذي لم يرى أمه" مما اثار غضب الرئيس نفسه.
لقد افتتح رئيس الجمهورية فعاليات المهرجان وذاك نجاح بحد ذاته ، وليس سرا ان الحضور كان له والسباق كان إليه!.
كما ان تخلف وزير الثقافة في المدينة التاريخية بعد مغادرة الرئيس وتناوله للعيش الولاتي بأصابعه لا يقل أهمية وذاك نجاح يذكر فيشكر.
وفود رسمية وغير رسمية عبرت عن اعجابها بالوجبات الولاتية وتعرفت على معظم مسمياتها ، وقيل "نجح المهرجان"!!.
هكذا ضربت ساكنة ولاته كفا بكف أمام صخب السهرات وانواع الرقصات ، وبدى هدف المهرجان غير مقروء لديهم ، وقيل اللهم اجعله في ميزان حسناتهم.
أزمة عطش وعزلة ومرض وجوع يكاد الجهل يلحق بهما ، وذاك الحاضر الغائب عن المهرجان.
وهكذا قطع المهرجان نسوك المدينة التاريخية بحشود من الشعراء واتباعهم! كشفت سجوف نساء المدينة المحافظة وخمشت براثيمهم في اطرافها وقيل "نجح المهرجان" وبعد ايام اختتم المهرجان وذهب الضيوف وعادت ولاتة إلى كهفها
مولاي الحسن بن مولاي عبد القادر