لم تكن قصة من نسج الخيال ولم تكتب للإثارة والافتعال ، بل كانت قصة حقيقية صاحبها صحفي موريتاني بارز مازال يباشر عمله حتى الآن.
بدأت القصة على سرير الحالات المستعجلة في مركز الاستطباب بمدينة النعمة عندما دق الاطباء ناقوس الخطر حول فتاة تحمل فاصلة دم نادرة تحتاج لكمية من الدم تتوقف حياتها على وجودها بصفة استعجالية.
اقبل ذوي الفتاة للتبرع بالدم لكن فاصلة الدم المتوافقة مع دم الفتاة لم توجد! ، مما دفع احد الاطباء لتقديم نصيحة لذوي الفتاة للبحث عن حامل نفس الفاصلة في مدينة النعمة .
وهو ما دفع اسرة الفتاة للاستعانة بالإعلام والاتصال بالصحفي المعني ، للاستعانة به في إيصال القضية وطرحها كحالة انسانية تستدعي حلا في اسرع وقت ممكن.
فما كان من الصحفي إلى ان تجاوز القلم والكتابة ، وتوجه إلى المسجد لصلاة الجمعة وبعد انتهاء الصلاة حطم صوتُه سكون المصلين قائلا يا حامل فاصلة الدم هذه كذا وكذا ، إن اردت ان تنقذ حياة شخص فبإمكانك ان تتبرع له بكمية من الدم.
خيم السكون من جديد على المصلين وبعد لحظات وقف رجل لا ينطق الحسانية بطلاقة قائلا أنا احمل نفس الفاصلة ومستعد للتبرع بالكمية التي يقررها الطبيب.
خرج الرجل مع الصحفي متوجهين إلى مركز الاستشفاء ليكتشف أنه مواطن من دولة مالي الشقيقة.
وبعد وصولهم تبين ان الاطباء حصلوا على كمية من نفس الفاصلة لكنها لا تكفي حسب قولهم ، ليتقدم المواطن المالى قائلا اتبرع بكل ما يمكنني التبرع به حسب ما تقررونه ، وكان دمه مكملا للكمية التي انقذت حياة الفتاة.
وقد اثارت قضية المواطن المالي جدلا في المدينة حيث استغرب البعض غياب الاستعداد لهكذا حالات ، حيث اثيرت القضية بصفة جدية ، كما طرحت بسخرية في بعض الاحيان حيث علق عليها احد شيوخ الفنانين بتهكم ان الجماعة لا تحمل كلها دما وان ليس كل ما هو احمر فهو دم بل قد يكون ما يعرف باسم "بيصام".