نُسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : المال والجاه ينبتان النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل ، وصدق رسول الله.
وقد قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله ان هذه الامة لم تختلف في ربها ولا في نبيها ولا في كتابها وإنما اختلفت في الدينار والدرهم .
وصدق عمر ، فقد بلغ المشهد ذروة درامية ، حيث تحولت معظم دور العبادات إلى وسيلة للتمويل ، وتعرضت احكام الله للتعطيل ، واتجه الجميع إلى التحصيل والنفاق والتطبيل.
وتحول الاولياء الصالحون والصلحاء المتقون من الجد والاجتهاد ولزوم الاذكار والاوراد ، إلى دوائر الفساد واستحلال ممتلكات العباد.
مشهد قاتم تبددت انعكاساته السلبية على ساكنة العاصمة نواكشوط ، لا يثير الحيرة أكثر مما تثيرها رعشة سلطة الدولة ، وغيابها في خضم عملية استباحة أموال المواطنين بالباطل.
ولطالما شكلت العلاقة الضبابية بين مكتب الشيخ الرضي ومراكز النفوذ في موريتانيا جدلا بين الاوساط الشعبية في نواكشوط ، يزيدها اصرارا على الاعتقاد بنظرية المؤامرة ، صمت السلطات المعنية تجاه استفحال المعاملات الاحتيالية على طول وعرض المدة الزمنية .
وبين هذا وذاك يلقي العناق بين نشاط المكتب وسلطة الدولة بأسر بكاملها من منازلهم المملوكة ، إلى الشارع العام ، ويحرم اطفالا من التعليم بعد ان جفت موارد اسرهم المالية .
وهكذا صودرت المنازل والقطع الارضية والسيارات الفارهة بقرار لم يستنبط من كتاب الله ولا من خبر عن رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومهما يكن من امر فقد تمكن الضحايا من الاجتماع بالمكتب دون اتفاق!! فماذا ستفعل الدولة؟! تتدخل لفرض سلطتها؟! ام تصاب بالصرع ، بين رضى الشيخ الرضى ورضى الرب في إحقاق الحق؟؟!..