اليوم سيتحدث المرشح غزواني، وستكون هذه هي أول إطلالة له على الشعب الموريتاني وعلى الرأي العام..فهل سيكون خطاب الإعلان عن الترشح خطاب مرشح "شبه مستقل" أم أنه سيكون خطاب "الاستمرار في النهج" ، وخطاب رجل من النظام على استعداد لأن يرث تركة النظام وبما فيها من إخفاقات ومن أزمات متعددة الأوجه.
في اعتقادي بأن البوصلة ستحددها ثلاث نقاط، وعليكم أن تتأملوا تلك النقاط في خطاب هذا المرشح الذي سيتحدث مساء اليوم وبعد عقد كامل من الصمت والإنزواء.
النقطة الأولى : تتعلق بالإنجازات
فإن ركز المرشح في خطابه على ما تحقق من إنجازات على مستوى المؤسسة العسكرية، وتجاهل القطاعات الأخرى، فهذا سيعني بأن غزواني أراد أن يقول للشعب الموريتاني بأنه مرشح شبه مستقل وبأن من أراد أن يحكم عليه من الناخبين فليحكم على أدائه في المؤسسة العسكرية خلال العشر سنوات الماضية. أما إن حاول أن يركز في خطابه عن "الإنجازات" على مستوى البنية التحتية والصحة والتعليم وغير ذلك، فحينها عليكم أن تعلموا بأن المرشح لن يستطيع أن يخرج من عباءة النظام، وبأنه سيكون في نهاية المطاف مجرد استمرار للنهج، بل إنه سيكون نسخة سيئة من الأصل.
هناك جزئية مهمة في هذه النقطة وهي أن التركيز على المؤسسة العسكرية عند للحديث عن الإنجازات في خطابات الترشح لا يعطي فقط الانطباع بأننا قد نكون أمام مرشح مستقل، بل إنه أكثر من ذلك، سيعطي الانطباع بصحة بعض الروايات التي تقول بأن ولد عبد العزيز كان يسعى بشكل جاد إلى مأمورية ثالثة، وبأنه في كل الأحوال لم يكن يرغب في ترشيح غزواني وبأن الجيش هو الذي فرض ترشيح غزواني.
النقطة الثانية : إن أشار في خطابه إلى أهمية توفير الحد الأدنى من شروط الشفافية، فذلك سيعني بأن المرشح لا يريد أن يرث الأزمة السياسية وأنه لا يريد أن ينصب رئيسا من خلال انتخابات مطعون في شرعيتها.
إن تمكن غزواني من أن يبعث من خلال خطاب إعلان ترشحه رسائل ايجابية توحي بأنه لا يريد انتخابات مزورة، وبأنه هو من يقف وراء دعوة وزير الداخلية لقادة المعارضة للتشاور حول آلية الانتخابات، إن تمكن من ذلك فسيعني ذلك بأننا سنكون أمام مرشح "شبه مستقل".
النقطة الثالثة : نقد المعارضة
إن ركز خطاب إعلان الترشح على نقد المعارضة وعلى التحامل عليها بدرجة لافتة، فإن ذلك سيعني بأننا أمام مرشح "استمرار النهج"، وإن ابتعد المرشح في خطابه عن نقد المعارضة قدر المستطاع، وركز بدلا من ذلك على الحديث عن المستقبل وبما سيحمل ذلك المستقبل من انفتاح على الجميع فحينها سيكون بإمكاننا أن نتخيل بأننا أمام مرشح "شبه مستقل".
يبقى السؤال المتعلق بحضور ولد عبد العزيز في المرحلة القادمة.هذا السؤال يمكن أن نجيب عليه من خلال مستوى حضور ولد عبد العزيز هذا المساء في حفل إعلان الترشح، فإن حضر ولد عبد العزيز هذا المساء للحفل وكان حضوره على مستوى التفاصيل طاغيا، فإن ذلك سيعني بأنه سيحاول أن يكون حضوره طاغيا في المشهد السياسي فيما بعد رئاسيات 2019، وإن كان حضوره للحفل خجولا فذلك سيعني بأن حضوره في مشهد ما بعد رئاسيات 2019 سيكون خجولا...وإن غاب تماما عن الحفل هذا المساء، وعن كل تاصيله، فسيعني ذلك بأنه سيغيب تماما عن المشهد في الفترة القادمة.
الكاتب / محمد الامين ولد الفاضل