ليفهم الجميع أن موريتانيا أرضنا و مجدنا و تاج رؤوسنا و ملجأنا الوحيد على وجه الأرض. و منذ أصبحت دولة بحدودها و علمها و نشيدها الوطني و دستورها و قانونها الخاص ، تعبث بها الأحكام و يعتبرها كل منهم جزءا من وجوده ومن شخصيته و من خصوصيته و من ممتلكاته، عكس ما كان ينبغي تماما. و منذ ابتليت بأحكام العسكر، تحولت إلى أضحوكة و منذ ابتليت بصفة خاصة، بعصابة ولد عبد العزيز، أصبحت حكاية من حكايات جحا.
دمروا الإنسان و خربوا الاقتصاد و تنكروا للأخلاق و أشاعوا الظلم و حولوا القانون إلى توأم لبازيب يعاقب كل من يفضح جرائمهم و يعفي كل من يسبح بحمدهم، من العقوبة : يقول ولد عبد العزيز متحسرا، إننا لن نصدقه إذا نفى قضية "حجز المليارين دولار " و كأنه يريد أن يقول إن من يعارضونه معروفون بالتسلط عليه و إشاعة الأكاذيب عنه ؛ كأن من يعارضونه هم من اختلقوا قصة "طلقة الصديقة" و هم من حبكوا قضة السنوسي و هم من قلدوا صوته في تسجيلات "آكرا ـ غيت" و الحبل على جرار فضائح عزيز اليومية التي يريد أن يفهمكم أنها ليست سوى أكاذيب المعارضة المعروفة.
و اليوم يتقدم إلينا ولد الغزواني و يقول بالفم الملآن، إنه استمرار لنهج ولد عبد العزيز الوطني الفريد (فليكن) و تقول المؤسسة العسكرية إنه استمرار لها (لنفترض أنه حقها الكامل) و يقول أهله إنه رزق ساقه الله إليهم (صحتين و عافية) لكن، أإلى هذا الحد يستغفلوننا حين يطلبون منا دعمه؟ ؛ فبصفتنا ماذا ندعمه ، فلا نحن عزيز و لا نحن المؤسسة العسكرية و لا نحن إديبوسات و لا مكان لأي آخر في ما قدموا إلينا عن الرجل!؟
نفهم الآن جيدا أن العديد من النخب المهزوزة ، تحاول (كالعادة) تبرير دعمها لولد الغزواني بما هو أقبح من الذنب لو عدنا إلى تفاصيله و هو أمر من حقهم حتى لو كان مؤسفا حقا ، لكن أن يأخذوا على الآخرين عدم دعمهم له، فهذا يعني أنهم وصلوا مرحلة الخطر تماما كما يحدث للكذاب حين يصبح يصدق كذبه.
مخطئ من يعتقد أن ولد الغزواني سيصل إلى كرسي لا يريده عزيز له و لا يريده الشعب الموريتاني له و لا يملك للوصول إليه غير الاثنين.
و مخطئ أكثر بكل تأكيد، من يعتقد أن ولد الغزواني إذا وصل الكرسي (لا قدر الله ) "سيستطيع" ـ حتى لو أراد ـ أن يكون أفضل من عزيز في غير ما يمدحه اليوم به، لأن الجهات الثلاثة التي تواليه و تحتضنه كل واحدة منها أسوأ من أختيها.