يتوقع على وجه راجح أن يعلن ولد محمد لقظف عن ترشحه للرئاسيات ،و ولد غزوانى لم تعد له صلة رسمية نهائيا بالمؤسسة العسكرية و لا الوظائف الرسمية .أما ولد عبد العزيز فمازال جالسا فى دفة الحكم ،يخطط لانفاذ و تمرير مخطط غامض ،على رأي البعض .
البعض ينفى عزمه الخروج الطوعي السلمي من الرئاسة ،و البعض الآخر يشكك فى صلته بولد غزوانى و مدى دعمه الصادق له ،خصوصا بعد كلمته (...) المتفلتة منه"امرشح راس"!.
شخصيا لا أستبعد جدية المسلسل الجارى فى حساب ولد عبد العزيز و نظامه،دعم ولد غزوانى بالدرجة الأولى،و إن رشح ولد محمد لقظف،فاحتياطا لمصاعب و تحالفات و مفاجآت الدور الثانى ،كما جرى بعض ذلك فى انتخابات ٢٠٠٧ ،بين سيد ولد الشيخ عبد الله و أحمد ولد داداه،و معركة الفارق الضئيل يومها !.
لكن مؤشرات مغايرة فى السياق الراهن،تستحق الاستيضاح و البحث الجاد الشجاع المتأنى .
ولد عبد العزيز طبيعة تعامله مع السياسة،رغم ظاهرية تماسك علاقته مع غزوانى،لا تنبنى دائما على العهد ،بل المصلحة أولا.
فطالما تنكر لأصدقائه و أقاربه ،و أخرجهم من دائرة ثقته نهائيا ،بسبب بعض الخلافات و التجاذبات،كما حصل لإعل ولد محد فال رحمه الله و محمد ولد بوعماتو، لاحقا و إلى اليوم !.
فكثيرون يستبعدون القبول الطوعي بالخروج ،من طرف الرئيس محمد ولد عبد العزيز،خصوصا أنه مازال له التأثير الأكبر فى مؤسسة الجيش،و الأدرى أيضا بحيل التأثير عليها .
الرجل امتلك ثروة طائلة لا يجحدها،بل قد تباهى بها ذات مرة، فى برنامج لقاء الشعب،سنة ٢٠١٠.حين أشار يومها إلى أنها بحجم ٣مليار أوقية،و ربما الرقم مقزم عن قصد !.أما اليوم فثروته و ثروة جماعته، قد ظهرت و اسفحلت و تجاوزت الحدود،و لابد له من استخلاف رجل ضعيف يأتمر حرفيا بأوامره الكثيرة،و قد لا يكون على الأرجح ،محمد ولد غزوانى،و أما أن يكون مدنيا ضعيفا، يحكم مؤقتا بالوكالة،فذلك أفضل ربما فى حساب الرئيس الحالي،لكن هذه الطريقة قد جربت من قبل، مع الرئيس سيد ولد الشيخ عبد الله،و كانت نتائجها كارثية، بمعنى الكلمة .
المدنيون متعجلون و أضعف ربما عهدا فى هذا الصدد من العسكر،والمدنيون لهم أيضا صيغهم الانقلابية السريعة ،للتفلت من العهد !.
إذن الأمر و المخرج الآمن من القصر الرمادي،غامض و معقد باختصار .
و من وجه آخر معتبر، لم تجرى انتخابات رئاسية -ذات بال -بعد خروج رجل الأعمال المثير،محمد ولد بوعماتو إلى المنفى،الذى بدا أنه مله و تضرر منه،و بات يبحث عن طريقة إيجابية للعودة ،منتصرا لا متنازلا.
ورقة بوعماتو المالية،قد يلعبها بجرأة و مغامرة،و قد يحاول التقرب من كل المرشحين،إلا المحسوبين على ولد عبد العزيز،و هو ماهر و خطير و جريئ فى هذا الاتجاه،و السلطة تعرف ذلك،و المرشحون المعنيون،ضعاف ماليا،و الشعب فقير و محتاج و الأرضية، رخوة عموما .
حجار الشطرج الرئاسي المرتقب،تستدعى الكثير من الفحص والحساب و التأمل،قبل رسم خطة الإقلاع و اتخاذالقرار النهائي الحاسم .
و قطعا من الأوجه ،التى سيتضرر منه مرشحو السلطة ،الجانب المالي،نتيجة لسوء التسيير و البخل،كما سيتضرر مرشحو السلطة ،من أبوية و استعلاء الخطاب السياسي الملأي المتجاوز،المنتهى الصلاحية .
كما أن ضعف قيادة المعارضة،قد لا يعنى سهولة ناخبيها و سهولة اقتناص أصواتهم،و قد يكون فى ذلك الطابع،لدى الناخبين،فخ للتغلغل و الحصول على المال و المعلومات ،كما يحدث دائما،و حدث أخيرا فى الشوط الثالث فى مقاطعة عرفات.
إنها بعض معطيات و غيرها،تستدعى التوقع الجاد الحازم،بأن الرئاسيات القادمة ،بإذن الله ،قد لا تكون مجرد جولة عابرة .
بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن