إلى كل مرشحي المعارضة / سيدي علي بلعمش

أربعاء, 03/20/2019 - 10:53

مع أنني أستبعد جدا أن يذهب ولد الغزواني إلى الشوط الثاني (إذا حصلت انتخابات نزيهة بنسبة 50%) و أستبعد أكثر إذا ذهب إليه أن يفوز في الشوط الثاني في وجه التكتلات التي ستواجهه و غضب الشعب الذي يكاد في كل يوم أن يخرج عن السيطرة، إلا أنني واثق في نفس الوقت من أن ثنائي الإجرام و المكر (ولد عبد العزيز و ولد الغزواني) لن يقبلا الذهاب إلى الشوط الثاني و لن يقبلا بأقل من الفوز بحدود 60% في الشوط الأول.

هذا مكان وقفة طويلة ، لا ينبغي أن يتجاوزها أي مترشح جاد ، يتألم لحال موريتانيا اليوم و لا ينبغي لأي داعم له أن يتجاوزها له:

ـ بمثل هذه اللجنة الوطنية لتزوير الانتخابات، المعدة من شبكة مصاهرات أسر مخابرات وزارة الداخلية،

ـ بمثل هذا المجلس الدستوري المعوق و المشكل من القاصرين المنتقين من حثالة الوساطة و الزبونية .

ـ بمثل هذه اللائحة الانتخابية المعدة على المقاس ، المشتتة لناخبي المعارضة كما تأكد في التشريعية قبل أشهر،

ـ بمثل هذا الاستهتار المعلن في استخدام وسائل الدولة و موظفي الدولة،

ـ بمثل هذا الانفراد بوسائل الإعلام العمومية و القوة القهرية ،

تضعنا العصابة أمام ثلاث خيارات :

1 ـ أن يجتمع المترشحون و يعترفوا بفشل "النظام" في تنظيم الانتخابات و يعدوا مسطرة جديدة لإصلاحات تمكن من تنظيم انتخابات شفافة و نزيهة و من يرفض منهم المشاركة في هذه العملية ، يتعهد الجميع بعدم الاعتراف به في حالة الفوز و طرح رفضه على اللجنة الوطنية للانتخابات المنبثقة عن هذه الإصلاحات و المجلس الدستوري المنبثق عنها و العمل عبر الوسائل الشرعية ، على منعه من الترشح بتهمة مخادعة الشعب و خيانة الديمقراطية (آلية التناوب) و العمل على إفراغها من محتواها .

2 ـ أن نقاطع الانتخابات و نمنع تنظيمها بالقوة و ننزل إلى الشارع إلى أن يتم وضع آليات تضمن نزاهتها و شفافيتها .

3 ـ أن نتركهم يفعلوا ما يشاؤون و نتصدى لكل مظهر تزوير أو استغلال وسائل الدولة بالقوة في مكاتب التصويت و الشارع و المهرجانات

هناك طبعا احتمال رابع ليس هذا مكانه سيجعل إسقاط النظام أسهل بكثير من معركة الانتخابات إذا تحولت المعارضة إلى قوة ضغط كما يتطلب واقع البلد، هو فوز مرشح النظام و محاولته التغطية على الفساد و عدم محاسبة من نهبوا خيرات البلد و تهريبها إلى الخارج : هذه حالة أخرى سيكون فيها إسقاط النظام أسهل من أي وقت آخر و هي من الاحتمالات القائمة التي لا نتمنى أن نصلها أو نتركها لوقتها على الأقل..

الحديث اليوم عن معارضة و موالاة مضيعة للوقت و مغالطة كبيرة و عودة إلى جدل عقيم لن يصنع من المعارضة ما لم تصنعه رجالاتها و لا من الموالاة ما لم يصنعه التزلف و النفاق؛ هذه حرب تحرير في ثوب انتخابات بين حماة الوطن و أعدائه ؛ و قد كانت فرنسا أعدل و أرحم منهم لأنها على الأقل كانت تعترف بشرعية نضال مقاوميها فيما يصفهم اعويزيز بالخونة و ولد محم خيرة بالزبالة. هذه معركة لا يحسمها إلا فوز أبناء الوطن الشرعيين. . معركة لا تنتهي إلا بطرد المفسدين .. لا تنتهي إلا بتحرير موريتانيا من أيادي العابثين.

ستكون الأسابيع القادمة كفيلة بكشف حقائق الجميع و سنقدمها لكم جلية بلا خوف و لا تلميح . و على الشعب الموريتاني أن يفهم أن هذه لحظة حسابات سياسية لا لحظة تسجيل مواقف.. لحظة حسم لا لحظة تردد.. لحظة صمود و تجلد لا لحظة لين و تفهم: ليس من حقنا اليوم أن نفشل: فإما أن نكون أو لا نكون.

و على المترشحين الوطنيين أن يبعثوا برسائل ودية واضحة إلى أبناء هذا الشعب الأوفياء ، نظيفي الأيادي في المؤسسة العسكرية و الأمنية ؛ فالجيش الموريتاني ليس جنرالات كرتون مكنس و لا عصابة بازيب و الأمن الموريتاني ، ليس سرايا حفظ النظام و لا مفوضيات حماية المجرمين في نواكشوط..

تصبحون على خير