لقد كان خطاب إعلان ترشحكم في غاية الروعة، وكان بشارة خير، ومحل استحسان من الجميع، بل وفاجأ الكثيرين شكلاً ومضموناً، وأنت مطالب بالمحافظة على هذا المستوى من العمقِ وبعد النظر الذي ظهرتَ به أول مرًة..
اعلم يا فخامة الرئيس، انك مقبل على مشروع "ألغام" وحقل ملئي بالأشواك، لا وفاء فيه ولا إخلاص، ولا تفكر لوهلة في أن الأمر مجرد نزهة واستلقاء على مقعد وفير.
بلادك اليوم في مفترق طرق وكل ما فيها أصبح مهيئاً للانفجار.. غلاء معيشة، وسد الأفق، واللعب على وتر المصلحة والمنافع الخاصة، فقد كره بعضنا بعضا وانزعج منًا الجار وبتنا نخاف أول ريح قادمة من أي اتجاه..!
ابتعد عن أولئك الذي زرعوا في ارضنا الألغام ولا تخضع لمبادرات المهرجين والغوغائيين وأصحاب السوابق العدلية ـ فهم لا ينفعون صديق ولا يضرون عدو.. ابحث بتأني عن الصادقين الساعين إلى موريتانيا متصالحة مع أبناءها بمختلف ألوانهم ومشاربهم، فهم كثر لكن محاولات إبعادهم وإقصاءهم ما تزال تعمل بطرق "مافيوية" خبيثة.
برنامج التنقل بين الولايات الذي تستعدٌ للشروع فيه بحاجة إلى المراجعة ـ على الأقل في هذا الطرف الدقيق ـ فهنالك أولويات، اكثر أهمية من زيارات لن تكون إلا ملغومة بطريقة أو بأخرى؛
كل مقاطعات البلاد تشهد صراع المجموعات والطوائف والجمع بين فرقاءها في غاية الصعوبة إن لم يكن من المستحيل، وضمن برنامجكم كلمة لعمدة كل مقاطعة على حدة متبوعة بكلمة شكر منكم، وهنا يكمن الخلل، فلا يوجد في طول البلاد وعرضها "عمدة" محل إجماع وفي أحسن الأحوال هنالك ما يقارب 49 بالمائة رفضت التصويت عليه، أي أن الكلمة في حد ذاتها إقصاء واضح للأطراف المتبقية والأغرب من كل ذلك أن اغلب تلك المعارضات من داخل الأغلبية نفسها.
أما عن تكاليف التنقل والإقامة وما يصاحبها من تعب الاجتماعات و اللقاءات مع الأفراد والجماعات فحدث ولا حرج، أي أنهم سيشغلون وقتك بأمور لا أقول بأنها تافهة لكنها ليس ذات قيمة..
حاوِل ما أمكن أن تكون مرشح أخلاق لا مرشح إجماع كما يريدون أن تكون، فنحن أحوج ما نكون إلى الأخلاق والقيم من عبارة الإجماع الفضفاضة تلك، والتي تبطنُ تحت أكمًتها الغدر والتملٌق وأكل أموال الشعب بالباطل.
مع كامل الود
بقلم: محمد عبد الرحمن ولد ازوين، صحفي