قال السجين سيدي محمد ولد بزيد، الذي أمضى سنوات في السجن بسبب اتهامه في ملف قتل القس الأمريكي في نواكشوط، أن السفير الأمريكي يمارس الضغوط على القضاء الموريتاني والتأثير عليه، بدليل تغيير الأحكام القضائية التي صدرت في حقه، والتي تحولت من 13 سنو إلى 15 سنة، ومن ثم إلى الإعدام، حيث كان السفير يتابع بنفسه جلسات المحاكمة، وقد أشاد لاحقا بالأحكام القضائية وأضاف في رسالة موجهة إلى “الحرية نت”:
(ويل لقاضي الأرض من قاضي السماء) قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المومنون
بدأت فصول هذه المأساة سنة 2009عندما اعتقلتني الشرطة وعرضتني للتعذيب النفسي والبدني وبعد الشهر أحالتني إلى وكيل الجمهورية الذي وجه لي تهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي فأجبته بنعم (وذالك لأن الشرطة أجبرتني على الاعتراف بتلك التهمة وقد دخل أحد أفرادها معي)
ثم قام الوكيل بتوجيه تهمة جديدة وهي المشاركة في عملية قتل القس الأمريكي فأجبته بأنه لا علاقة لي البتة بهذه التهمة من قريب ولا من بعيد وأن الشرطة مع قساوة التعذيب النفسي والبدني لم تسألني عن هذا الموضوع فطلب مني التوقيع على المحضر وأنه سيحيلني للسجن لاكتمال التحقيق
وفي طريقي إلى السجن تفاجأت بوجود شابين معي في سيارة الشرطة الذاهبة إلى السجن
وبعد ذالك اتضح أن وكيل الجمهورية جعلنا نحن الثلاثة في ملف واحد (الانتماء إلى القاعدة والمشاركة في قتل الأمريكي )
1وفي سنة2012تمت محاكمتنا نحن الثلاثة
فحكمت علينا المحكمة بالأحكام التالية
1محمد عبد الله ولد احمد ناه بالإعدام
2سيد محمد ولد بزيد 12 سنة
3محمد محمود ولد غدة 3سنوات
وبعد اكتمال السنوات الثلاث لولد غدة استدعتنا محكمة الاستئناف وأكدت الأحكام الصادرة علينا وتم إطلاق سراح ولد غدة 2012
ملاحظة :كان السفير الأمريكي حريص على الحضور لكل المحاكمات
فظننا أن القضية قد انتهت واستسلمنا لقضاء الله والظلم الذي وقع علينا رغم نفينا لجميع التهم أثناء محاكمتنا فحسبنا الله ونعم الوكيل.
# لكن قبل اشهر بدأ الملف يثار من جديد وتم استدعائي أنا وولد غدة الذي أطلق سراحه منذ أكثر من ست سنوات وبعد مثولنا أمام القاضي ونفينا لجميع التهم وبراءتنا من الغلو والتطرف قام القاضي بتأكيد ثلاث سنوات على ولد غدة ورجع حرا طليقا
وأضاف ثلاث سنوات إلى حكمهم السابق (بدل 12 عشر سنة أصبحت 15 عشر سنة)
فحسبنا الله ونعم الوكيل
فويل لقاضي الأرض من قاضي السماء
وبعد رجوعي إلى السجن واستغرابي وكل السجناء مما حصل تفاجأنا في نفس الليلة بتصريح للسفير الأمريكي في وسائل الإعلام الوطنية يشيد بالأحكام الصادرة عن المحكمة
فاتضح لنا أن السفير الأمريكي هومن حرك القضية بعد ست سنوات من إطلاق سراح ولد غدة
وهكذا بدا جليا تدخل السفير الأمريكي وتأثيره على العدالة الموريتانية وتدخله فيها
#فحسبنا الله ونعم الوكيل
ويل لقاض الأرض من قاض السماء
فظن الجميع أن المأساة التي بدأت سنة2009 قد انتهت بهذه الطريقة
#ولكن قبل شهرين تم استدعائي أنا وولد غدة إلى محكمة يطلق عليها التشكيلة المغايرة وبعد مثولنا أمام قضاتها واستماعهم لأقوالنا قال القاضي أن النطق بالحكم سيكون الشهر المقبل يوم 3/4/2019
وعند مثولي أمام القاضي ظنا مني أنه سيحكم علي ب 9 سنوات مما يعني انتهاء هذا الكابوس ومرراة الظلم
صدمني بحكم الإعدام علي أنا وولد غدة الذي كان حرا طليقا لمدة أكثر من ست سنوات
حسبنا الله ونعم الوكيل
#فويل لقاض الأرضي من قاضي السماء
#ملاحظة هامة: بعد نطق القاضي علي بالحكم أخبرني أن لدي الحق في الطعن في هذا الحكم في ظرف لا يتجاوز الشهر
وقد قمت بالطعن في اليوم الموالي 4/4/2019
وفي الأخير نناشد رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز قبل انتهاء مأموريته الرئاسية وجميع منظمات حقوق الإنسان ووجهاء القبائل الموريتانية للتدخل في هذه القضية لوقف تدخلات السفير الأمريكي والضغوطات التي يقوم بها في سير العدالة لمصلحة الطرف الأمريكي خصوصا فيما يبدو أن حكم الإعدام الذي صدر منذ عشر سنوات على محمد عبد الله ولد احمد ناه
و12عشر سنة بحقي
و3سنوات في حق محمد محمود ولد غدة
لم يرض السفير الأمريكي (لا يرضى إلا بإعدامنا الثلاثة مقابل القس الأمريكي)
#فويل لقاضي الأرضي من قاضي السماء
أخوكم السجين : سيد محمد ولد بزيد