أعلن عدة مرشحين تقدمهم لنيل ثقة الشعب الموريتاني و تقلد أمانة الرئاسة .و حتى الآن ظهر فى الحلبة بصورة متكررة، ولد غزوانى و ولد بوبكر وبيرام و ولد مولود و كان حاميدو بابا، يروج هو الآخر ترشحه،محسوبا على أحزاب ،يقودها رجال من فئته الاجتماعية.
و مهما تكن عقبات التزكية،فلا شك أن السلطة يفترض أن تحرص على حيوية الانتخابات، من خلال مشاركة أوسع.و لا أستبعد أن يجيز المجلس الدستوري أغلب هؤلاء أو غيرهم،لكن الرأي العام الموريتاني،بدأ يصف كل مرشح على حدة، ببعض الصفات ،و يتتبع بدقة ملفات المترشحين ،و ينبش أحيانا فى ماضيهم ،سلبا و إيجابا،و إن كانت العصمة ،فى الأصل الشرعي،للأنبياء وحدهم،عليهم السلام .
ولد غزوانى يروج أنه مدعوم من قبل عزيز و نظامه و جنرالات المؤسسة العسكرية،و قد يقول قائل ،من حق المنطقة الشرقية ان تحكم ،من خلال رجل وازن اجتماعيا و سياسيا،لكن غزوانى لا يمكن أن يستغل إيجابيات العشرية، دون أن تحسب عليه سلبيات نظامها،الذى كان حاميه الأول ،منذو أزيد من إثنى عشر سنة، على الأقل،و من خلال علاقته الوطيدة مع ولد عبد العزيز، سيظل وفيا له و لأغلب رغباته و توجهاته .و فى هذا مكمن الاعتراض .
فالموريتانيون ،يريدون التغيير و الإنصاف و تشارك منافع وطنهم العمومية،خصوصا على أعتاب مرحلة غازية واعدة،و ربما إذا استمر أسلوب ولد عبد العزيز فى الاستئثار والغبن، لن تتساوى الفرص ،على رأي الكثيرين .
ولد بوبكر إطار خلوق هادئ ،مثل ولد غزوانى ،لكنه أكثر معرفة بالإدارة ،نظريا و عمليا،وقد خاض عدة تجارب معروفة، فى هذا الصدد،مع أنظمة متعاقبة و متنوعة.
يمثل لدى شرائح واسعة من الشباب،أمل التغيير،و يبشر ببرنامج ،يعد جميع فئات المجتمع و قطاع الدولة المختلفة، بالتغيير المنشود،و بدأ ينتهج سياسة النزول للشارع ،و يتبنى سياسة الانفتاح و التواصل مع الجميع ،و قد ظهرت فى هذا الاتجاه مبادرات عديدة ،دعمت ترشحه من أول يوم ،و يتمتع بدعم أكبر احزاب المعارضة و حزب حاتم و غيره،و ينتمى لتحالف واسع من المترشحين المعارضين،قد يفيده بعضهم ،فى حالة حدوث شوط ثان لصالحه .
ينتمى ولد بوبكر للوسط ،جغرافيا، و المتنوع عرقيا ،(ولاية لبراكنه)،و هو عامل آخر مساعد،وله صلات مصاهرة وثيقة باترارزه ،و ولد فى أطار،و تربطه بجاليات موريتانية عدة صلات طيبة ،حيث عمل سفيرا ،فى عدة دول.
يمتلك الحزب الرئيسى الداعم له،تواصل،خبرة معتبرة ،فى التنسيق الانتخابي و الحشد و التعبئة،تستحق الحساب يوم التنافس و الشد و الجذب.
أما بيرام ،فهو مرشح مثير فى نظر البعض ،بسبب طبيعة خطابه،و اعتراض كثيرين على محرقة بعض الكتب الفقهية و أسلوبه تجاه البعض،إلا أن بعض بنى جلدته يعتبرونه مناضلا شرسا ،من أجل تبوئهم المكانة الائقة بهم و انعتاقهم من نير التهميش و رواسب الرق،و قد تحالف مع حزب الصواب ،المحسوب على جناح من البعثيين الموريتانيين،و يدعى البعض تغير لهجته المثيرة للجدل،لكن ذلك التغيير فى الأسلوب،ربما يكون استراحة محارب و تكتيك مرحلي، و ربما بدواعى انتخابية فحسب.
ولد مولود ،قامة وطنية و نضالية كبيرة،قد تضره النخبوية و نقص الوسائل،و قد تنفعه انتخابيا شعبية التكتل،إن صدقوا يوم النزال .
كان حاميدو بابا، قامة سياسية وطنية مخضرمة،استفاد من دعم من ولد ولد عبد العزيز و ولد بوعماتو ،لتمكينه من المشاركة "التجميلية" فى انتخابات ٢٠٠٩ المثيرة ،على رأي البعض .
بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن