أكد ولد غزوانى مرارا علاقته الوطيدة بولد عبد العزيز ،و ثناءه على عشرية حكم ولد عبد العزيز. و خصوصا إبان زياراته للمقاطعات ٣٦.و من المعروف أن الكثير من الكتاب و السياسيين و المواطنين من مختلف المستويات ،يتحدثون عن اعتراضات واسعة، على حكم ولد عبد العزيز ،فهل مباركة ولد غزوانى لعشرية عزيز المثيرة، على رأي البعض ،ستجعل من عهد ولد غزوانى ،إن وصل للسلطة،مجرد نسخة ثانية، من حكم ولد عبد العزيز ؟ !.
ليصبح أمل و مشروع التغيير أو حتى التحسين مع ولد غزوانى غير راجح،لأنه أوضح تتبعه لنهج صاحبه و تمسكه بعروة أسلوبه !.
و فى مقابلة ولد عبد العزيز مع عبد البارى عطوان ، تحدث عن احتمال عودته للحكم ،و أنه سيتابع المجريات السياسية و الاقتصادية للبلد،و أنه سيكون فى الحزب ،فى إشارة طبعا لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية .
و من المعروف أن أغلبية البرلمان و العمد محسوبة على الموالاة، و ولد عبد العزيز يتمتع بشبكة علاقات واسعة ،إثر حكمه للبلاد،فهل ستكون مرحلة غزوانى ،فى حالة نجاحه،مجرد تمكين و تمديد و استنساخ لحكم ولد عبد العزيز،أو بعبارة أخرى ،عزيز(٢)؟ !.
من هنا انتفى أمل و مشروع التغيير الجدي الصريح الجريئ عبر ولد غزوانى،و بدأ الكثيرون يبحثون عن مؤشرات و وعود تغيير مع مرشحين آخرين بعيدا عن ولد غزوانى،لأنه باختصار لم يعد أملا و لا إشارة جادة بذلك ،و إنما أكد تنويهه بمسار و منحى صاحبه،و هو الشيئ،الذى نفر منه جمهورا كبيرا و معتبرا من الناخبين،قد يغير المعادلة ،إن توفرت شروط الصدق و الشفافية الانتخابية ،و إن لم يتم تأجيل هذه اللعبة الهشة برمتها .
و قد لا يمانع البعض من حكم مرشح عسكري سابق ،لدواعى أمنية محلية و إقليمية،إلا أن مشروع غزوانى الرئاسي ،لن يكون فحسب استمرارا لهيمنة المؤسسة العسكرية على الحكم،بل سيتيح استمرار نهج النهب و الفساد و التلاعب بالمقدرات الاقتصادية للوطن ،المغدور منذو ١٩٧٨ و إلى اليوم،تحت ضغط لوليات نفوذ مدني و عسكري،تحرص على الانتفاع الضيق،قبل كل مرمى و مقصد .
فهذا المرشح بارك حتى الآن ،و لم يستطع مجرد الوعد،فمن أولى الجزم بالتخلص من نفوذ المافيا و العصابات المنهكة للاقتصاد الوطني ،و المتفرعة من شجرة نفوذ الرئيس الحالي، محمد ولد عبد العزيز،و الذى قد يدفع بالبلد إلى دوامة من الغموض و التصعيد،إن هو أجل الموعد الحالي،للانتخابات الرئاسية ،المزمع شوطها الأول يوم ٢٩ يونيو ٢٠١٩ .
و فى هذا الجو المكرس للواقع الآسن الحالي،لا أستغرب توق الكثيرين لوعود تغيير يطلقها مرشحون آخرون،مثل ولد بوبكر او غيره،خارج دائرة ولد غزوانى،الذى ختم على تجربة ولد عبد العزيز،ليس بالمباركة فقط،و إنما بالتنويه و الإشادة !.
و للتذكير ،المديونية الموريتانية طفحت،البيئة البرية و البحرية فى أعقد معاناتها،شركات وطنية أفلست،الصحافة محاصرة ماديا،و متابعة بدقة و حرج،المدونون خلف القضبان،حرية التجمع والاحتجاج السلمي ،غير مكفولة،حتى عندما يتعلق الأمر،بالمطالبة بتحسين ظروف المطعم الجامعي !.