تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، صورة للعاهل المغربي الملك محمد السادس، قبل إلقاء خطابه في القمة، يظهر فيها متأثرا بعودته لحضن الاتحاد الأفريقي، وقالوا إن الدموع التي ذرفها هي "دموع الكبار".
وتعليقا على الصورة، قال الإعلامي المصطفى العسري في تدوينة على حسابه بـ"فيسبوك": "عندما يذرف الملك الدموع .. فاعلم أنه ملك أمير المؤمنين من درجة إنسان .. إنسان تدمع عيناه حبا في وطنه وشعبه..".
من جانبها قالت القيادية في حزب الاتحاد الاشتراكي، حنان رحاب على حسابها بـ"فيسبوك": "في مشهد نادر بكى الملك محمد السادس، حيث ظهرت دموع الجالس على العرش مباشرة قبيل خطاب العودة للاتحاد الأفريقي".
بدوره قال أحد النشطاء: "صورة السنة .. الملك متأثرا ..يذرف دموع العودة إلى "ماما أفريكا""، في حين وصف ناشط آخر دموع الملك بـ"اللحظة المؤثرة"، وقال إنها "دموع الكبار".
وفي المقابل، قال ناشط آخر تعليقا على الصورة والخطاب المؤثر الذي ألقاه العاهل المغربي أمام قادة وزعماء أفريقيا في القمة الأفريقية: "هل تجدي العاطفة والرومانسية في المحافل الدولية؟!!".
ولفت نشطاء آخرون، إلى أن الصورة لا تظهر "دموع" الملك، بقدر ما تظهر انعكاس الإنارة على وجهه، داعين إلى التحري قبل نشر أي تعليق، وأكدوا في نفس الوقت عن تأثر العاهل المغربي بعودته إلى حضن "أسرته الأفريقية".
وقدم الملك محمد السادس بعد عودة المغرب رسميا إلى الاتحاد الأفريقي خطابا وصف بـ"التاريخي" أعرب فيه عن تأثره العميق بهذه العودة بعد فراق دام 33 عاما.
وقال الملك في الخطاب الذي وصفه مراقبون بـ"المؤثر"، والذي ألقاه بأديس بابا أمام قادة وزعماء أفريقيا في القمة 28 للاتحاد: "كم هو جميل هذا اليوم، الذي أعود فيه إلى البيت، بعد طول غياب! كم هو جميل هذا اليوم، الذي أحمل فيه قلبي ومشاعري إلى المكان الذي أحبه! فأفريقيا قارتي، وهي أيضا بيتي".
وأضاف: "لقد عدت أخيرا إلى بيتي. وكم أنا سعيد بلقائكم من جديد. لقد اشتقت إليكم جميعا. من أجل ذلك، قررت، أخواتي وإخواني الأعزاء قادة الدول، أن أقوم بهذه الزيارة، وأن أتوجه إليكم بهذا الخطاب، دون انتظار استكمال الإجراءات القانونية والمسطرية، التي ستفضي لاستعادة المملكة مكانها داخل الاتحاد، وأن الدعم الصريح والقوي، الذي حظي به المغرب، لخير دليل على متانة الروابط التي تجمعنا".
ونجح المغرب في ضمان الالتحاق بالاتحاد الأفريقي بعد صراع طويل داخل الجلسة المخصصة للتصويت على العودة إلى الاتحاد مع كل من جبهة البوليساريو ورئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي المنتهية ولايتها.
وصوتت 39 دولة لصالح المغرب من أصل 53، وتحفظت 10 دول على التصويت، فيما لم تشارك 4 بلدان في العملية.
وكان المغرب قد انسحب في 1984، من منظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي حاليا)؛ احتجاجا على قبول الأخير لعضوية جبهة "البوليساريو"، التي تطالب بانفصال الصحراء عن المغرب.