حمل حساب "فيسبوك" الخاص بفتاة كفر الدوار بمصر التي انتحرت بالحبة القاتلة هي وشقيقتها وابنة خالتها، مجموعة من الرسائل الرمزية التي تدلل على مرورها بحالة نفسية سيئة ربما كانت سببًا في إقدامها على تلك الخطوة.
قبل يومين فقط من انتحارها غيرت دينا صورة حسابها الشخصي إلى "صورة مخيفة" لفتاة متوفاة يلفها كفن أبيض ويعلو جثمانها مصحف، وسط تعليقات دهشة واستغراب من أقاربها وأصدقاءها ومناشدات لها بإزالتها.
لم تكن الصورة وحدها هي ما نشرته الفتاة تعبيرًا عن حالتها النفسية، فسبق ذلك خاطرة ومناجاة إلى الله باللغة الإيطالية تعبر بها عن حزنها وعدم سعادتها، كما نشرت تدوينة أخرى قالت فيها: "ادعولي.. اختموا لي القرآن.. افتكروا ليا المواقف الحلوة.. اسألوا الله أن يجعل قبري روضة من رياض الجنة وأن يبدلني دارا خيرا من داري".
وفي تدوينة عبرت فيها عن شعورها بالوحدة وتأثرها النفسي بقلة الاهتمام بها: "أنا فعلا ماليش حد في الدنيا دي.. أنا تعبانة وتعبت أكتر والله وربنا بس اللي يعلم أنا ماليش حد يطبطب عليا لما أتعب أو ياخدني في حضنه لما يحس إني خلاص قربت أنهار من العياط.. مليش حد ياخد باله مني ويحبني ويسأل عليا حتى لو مش تعبانة.. أنا بقيت عايشة لوحدي في وسط بيت مليان ناس اللي هما أهلي.. ومش فارقة عند حد ما دام باكل وباشرب وباضحك وبانام أبقى كويسة أما لما أتعب من جوا ماحدش هيقولي مالك.. خلاص هي كويسة.. أنا مابقتش عارفة أعمل إيه ولا أقول إيه غير يا رب أنا ماليش غيرك.. إنت الوحيد اللي هتريحني وإنت اللي عالم بحالي ماحدش هيحس بيا غيرك"
كان 3 فتيات في مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، أقدمن على الانتحار، بتناول حبوب حفظ الغلال أو ما يعرف بـ"الحبة القاتلة"، وذلك بسبب مشاكل أسرية.
بدأت تفاصيل الواقعة التي نشرتها صحيفة مصراوي المحلية في الظهور عقب تلقي إشارة من مستشفى كفر الدوار العام، بوصول "إ. م. ف" طالبة، 17 عامًا، وابنة خالتها "د. س. ع" طالبة، 15 عامًا، جثتين هامدتين إثر تناولهما حبوب مبيد حشري خاص بحفظ الغلال.
عقب ذلك أقدمت شقيقة الضحية الأولى "أ. م. ف" 12 عامًا، على تناول قرص لحفظ الغلال، حزنًا على شقيقتها وابنة خالتها، وتوفيت في الحال.
أودعت الجثث في مشرحة مستشفى كفر الدوار، وتحررت المحاضر اللازمة، وبالعرض على النيابة العامة، قررت انتداب فريقًا من الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة.