كشفت ابنة الشيخ عمر عبد الرحمن، الأب الروحي للجماعة الإسلامية، عن وفاة والدها داخل أحد السجون الأمريكية ، وقالت نجلة الراحل أسماء فى تدوينة على صفحتها بـ"فيسبوك": "الشيخ عمر عبدالرحمن توفاه الله".
ويشار إلى أن المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية المصري، خالد الشريف، كان قد كشف أن جهودا مكثفة تبذل منذ صباح السبت لنقل الشيخ عمر عبد الرحمن، المعتقل بالسجون الأمريكية، إلى دولة قطر، وذلك بعد إبلاغ الإدارة الأمريكية لزوجة الشيخ عائشة عبد الرحمن استعدادها لترحيله إلى أي بلد عربي أو إسلامي ترغب في استقباله بعد تدهور صحته وفقدانه القدرة على النطق والحركة، قبل أن توافيه المنية.
وأضاف "الشريف" في تصريح صحفي أن قادة الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية وعدة شخصيات إسلامية وعربية على رأسها الشيخ يوسف القرضاوي تتواصل مع الجهات القطرية للموافقة على استقبال الشيخ عمر عبد الرحمن.
وكانت أسرة الراحل عمر عبد الرحمن قد أصدرت بيانا، السبت، ناشدت فيه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لسرعة نقل الشيخ الضرير إلى قطر، نظرا لتدهور صحته وليقضي ما بقى من حياته في الدوحة.
وقالت: "لقد قامت إدارة السجن بالولايات المتحدة الأمريكية الليلة الماضية بالاتصال بزوجة الدكتور عمر عبد الرحمن، عائشة عبد الرحمن، وأخبرتها بأن حالة الشيخ عمر عبد الرحمن حرجة جدا، ولا يقوى على الحديث، وأنهم يرغبون في نقله سريعا إلى دولة قطر أو إلى مصر، وأن على إحدى الدولتين أن تقوم بمخاطبة السفارة الأمريكية لنقله سريعا".
وناشدت أسرة "عمر عبد الرحمن" أمير قطر للتدخل السريع والعاجل لإنقاذ حياة الشيخ، حتى يقضي باقي حياته في العاصمة القطرية التي وصفتها بـ"دوحة الخير"، ولاسيما أن إدارة السجن بأمريكا قد عرضت عليهم ذلك.
وكانت الجماعة الإسلامية قد أطلقت في شباط/ فبراير 2016 حملة بعنوان "أدركوا الشيخ الأسير" تتناول "الشق الإنساني والحقوقي في قضية الدكتور عمر عبد الرحمن وتدعو للإفراج عنه كي ينال حريته".
والشيخ عمر عبد الرحمن من مواليد مدينة الجمالية بالدقهلية عام 1938، فقد البصر بعد عشرة أشهر من ولادته، وعندما بلغ الحادية عشرة من عمره كان قد أتم حفظ القرآن الكريم كاملا، وحصل على الثانوية الأزهرية عام 1960، ثم التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة ودرس فيها حتى تخرج في 1965 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وتم تعيينه في وزارة الأوقاف إماما لمسجد في إحدى قرى الفيوم، ثم حصل على شهادة الماجستير، وعمل معيدا بالكلية مع استمراره بالخطابة متطوعا.
وفي أيلول/ سبتمبر 1981 صدر ضده قرار بالاعتقال ضمن قرارات التحفظ الشهيرة، وتمكن من الهرب، حتى تم القبض عليه في تشرين الأول/ أكتوبر 1981، وتمت محاكمته في قضية اغتيال "السادات" أمام المحكمة العسكـرية بتهمة التحريض على اغتيال الرئيس السادات فبرأته المحكمة، لكنه ظل محبوسا، حيث تم تقديمه مرة أخرى لمحكمـة أمن الدولة العليا بتهمة قيادة تنظيم الجهاد وتولي مهمة الإفتاء بالتنظيم، وحصل على البراءة أيضا في هذه القضية.
وسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليقيم في ولاية نيوجرسي، واعتقل هناك بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993، وأعلن تأييده لمبادرة وقف العنف التي أعلنتها الجماعة بمصر عام 1997. وتهمته هي التحريض على العنف وارتكاب جرائم ضد الحكومة الأمريكية، منها التحريض على تفجير مركز التجارة العالمي، والدليل الوحيد هي معلومات مخبر مصري من جهاز أمن الدولة، حيث لعبت وقتها الحكومة المصرية دورا في إثبات التهم عليه، ورفضت تسلمه رغم عرض واشنطن ذلك عليها أكثر من مرة، وقد صرحت دولة قطر في وقتها أنها مستعدة لاستضافته.