الاحلاف السياسية في مقاطعة آمرج تتجه للتفكك والإمساك بذيل الحمامة

أربعاء, 05/29/2019 - 15:21

يعود تاريخ الاحلاف السياسية في مقاطعة آمرج التابعة لولاية الحوض الشرقي إلى الحقبة الاستعمارية قبل الاستقلال ، وقبل بناء مدينة آمرج .

وتعتبر الاحلاف في تلك الفترة كغيرها ، تم تكوينهما على أسس قبلية تعتمد الترغيب والترهيب للحشد والاستقطاب ، وإثارة الكراهية بين الاحلاف سبيلا إلى التعصب للقبيلة والمجابهة والمواجهة السلبية.

وقد باغت الاستغلال تلك الحقبة في اوجه عزها ، حيث ابقى على ملامح ذلك المشهد البغيض ، بوصفه قريب عهد بالاساليب الاستعمارية ، ليبدوا ظاهرة تدعم اول تجربة ديمقراطية لدولة بدأت تتأسس على مضارب البداوة.

تزامن اعلان الدولة مع تقري اسرة اهل مولاي عبد الكريم القاطنة بين القبائل المحمدية ، وتأسيسها لقرية آمرج ، حيث اعلنت القرية عاصمة لأكثر المقاطعات سكانا ، اطلق عليها اسمها.

بدأ الزحف نحو التقري بالمدينة العامرة وبدأ ت الاحلاف تتكوم نحو نفسها ، ليتيح الوضع هامشا للحرصين على مصلحة العباد بالانسحاب من الصراع العقيم ولعب دور المتفرج على المشهد القاتم الذي استمر على وتيرة واحدة زهاء عقود خلت ، لتبدوا تجاعيده على ملامح القرية الوديعة ، التي تمثل عاصمة المقاطعة ، والتي تحولت إلى خرائب مسكونة بالمجانين.

ومع ما توفر لأبناء المقاطعة من فرص ، ووصول إلى مراكز القرار ، لم تنعكس على تنمية مناطقهم ، مما خلق تذمرا بين اوساط الساكنة وخاصة الشباب الطامح إلى اشراك المنطقة في عدالة التوزيع عن طريق استبدال النخب الحالية ، بعد ان تبينت عبادتها لذاتها ، بطبقة شبابية اكثر شمولية تعمل من اجل المصلحة العامة ، وتنمية المقاطعة وإعادة البسمة إلى سكانها بعد شقاء وحرمان طاردهم في حقبة الاستعمار وتلقاهم في كيان الدولة الحديثة.

فقد قطع سكان المنطقة الترهيب والتخويف بالامل ، ولم تعد الاحلاف الحالية خيار الناخبين ، بعد الانسحابات الاخيرة التي شهدتها  على نطاق واسع لتعود إلى اسماء ارتبطت بالمناصب والمصالح الشخصية بعيدة عن تمثيل مجمعهم الانتخابي وطموحه ، بعد اكتشاف عمليات الاغراء والتحايل على الاصوات بكل الطرق.

وتنشط مجموعات شبابية في التحسيس بخطورة الاحلاف الحالية ومرتكزاتها القبلية ، وعدم مردوريتها على تنمية المقاطعة .

وقد بلغ السيل الزبى عندما اعلن رئيس قسم حزب الاتحاد الحاكم في مدينة آمرج الوجيه والاطار البارز يب ولد احمد غائب استقالته من حلفه ، ومن الحزب ، وانضمامه للمرشح ولد ببكر .

ويعتبر ولد احمد غايب حلقة وصل بين الحلفين ، وهو احد ابناء اسرة النائبة الجديدة عن مقاطعة آمرج.

ولم تطل المدة كثيرا حتى اعلن رئيس قسم حزب الاتحاد من اجل الجمهورية الحاكم في مركز عدل بكرو الاداري السيد محمد لقظف ولد عبد الله الملقب قظفي ، استقالته من حلفه ومن الحزب وانضمامه إلى داعمي المرشح ولد ببكر.

ولعل الاحلاف بقيت بأسمائها دون محتوى ، بعد ان تم افراغها من الجماهير ، لتشكل اداة احتيال على السلطة الحاكم ، قبل ترغمها الظروف والممارسة السياسية على الاختفاء من المشهد دون رجعة.

ومهما يكن من امر فإن اصرار الاحلاف على خداع الرأي العام بوجودها في الساحة السياسية لمقاطعة آمرج ، لن يطول بعيدا ، لتبدوا الاحلاف متفككة في أول امتحان ، وقادتها لا يمسكون سوى بذيل حمامة.

مولاي الحسن مولاي عبد القادر/ المدير الناشر لموقع "صوت"