لم تكن سرا مطالبة المعارضة القوية والحادة بتجديد اللجنة المستقلة للانتخابات وتغييرها رأسا على عقب ، حيث دعا تحالف القوى السياسية المعارضة بموريتانيا إلى تغيير سريع للجنة المستقلة للانتخابات، واصفا دعم كل أعضائها للمرشح محمد ولد الغزوانى، بأنه ينسف إمكانية تسييرها للعملية الانتخابية بشكل مقبول.
تراجعت نبرتها مؤخرا إلى مستوى المطالبة بتمثيل في اللجنة على الاقل.. وذلك اضعف الايمان.
ولعل المرشح ولد ببكر الذي حل ضيف شرف على المعارضة ، كان اكثر تفهما لتشكيلة اللجنة المستقلة للانتخابات حيث وصفها في تصريح لقناة الجزيرة بوصف صادم ، قبل يتحول تصريحه إلى البرنامج الساخر فوق السلطة الذي تنكت فيه القناة على معظم النوادر في العالم.
أما المعارضة فقد صمتت صمت الحملان على عادتها تحت تأثير اللقاءات السرية والمعلنة مع النظام ، لتنتج مشهدا اكثر قتامة من ذي قبل.
وكان المرشح ولد الغزواني قد أصدر مذكرة بتعيين محمد ولد محمد الأمين سفير موريتانيا الحالي في باماكو مديرا لديوانه، ووزير الاقتصاد المختار أجاي مديرا للوجيستيك، ووزير الطاقة محمد ولد عبد الفتاح مديرا للمالية، ووزيرة الشباب والرياضة جنجابا بال مديرة للاتصال، ووزير الصيد النانى ولد اشروقه رئيسا للجنة العمليات الانتخابية .
واتهم ائتلاف قوى التغيير الديمقراطي في بيان له أن تعيين وزراء الحكومة الحالية في حملة مرشح السلطة يبرز عدم استقلالية الحكومة ويكشف مدى إصرار النظام على إقحام الدولة في العملية الانتخابية، كما يدل على محاولة فرض مرشح النظام كأمر واقع من خلال ترغيب الناخبين وترهيبهم، وهو ما يستدعي رفض هذه الأساليب البدائية ومواجهتها بقوة وحزم” ، وطالب بإقالة الوزراء الأعضاء في الحكومة الحالية والمسؤولين السامين الذين عينهم المرشح ولد الغزواني المدعوم من الأغلبية الحاكمة، في طواقم حملته”.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة قبل اسبوع من الآن ، تزداد الساحة السياسية الموريتانية توترا وسخونة ، في ظل تراجع نبرة المعارضة وتسابقها أمام اغراءات النظام ، يجد معظم ضيوف الشرف على المعارضة انفسهم بين مطرقة اطماعها ، وسندان خبرة النظام في اسكاتها.
ومن بين الحائرين قبل الدخول في معترك التنافس بالحملة ، المرشح سيدي محمد ولد ببكر الذي اتهم النظام بالإصرار على ما أسماه "تسييرا أحاديا" للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وحمل الحكومة كافة تداعيات تلك الوضعية التي قال إنها تمثل تحديا صارخا للقانون وفق قوله.
وتعهد ولد ببكر باتخاذ كافة الإجراءات لمنع التزوير وضمان شفافية الاستحقاق الرئاسي على حد تعبيره ، ما يرجح لجوؤه إلى قرار مفاجئ في حالة وصوله إلى طريق مسدود.
ومهما يكن من امر فإن غياب تماسك المعارضة المتشددة ، وفشلها في السيطرة على شهيتها في المكاسب الشخصية ، قد يفتح الباب واسعا أمام النظام ، لاتخاذ اساليب نوعية جديدة لتمرير مرشحه في الدور الاول ، ما قد يثير استياء مرشح التغيير الطامح إلى الشفافية ، مما يرجح فرضية مقاطعته للانتخابات وانسحابه في آخر لحظة .
يتبع...
مولاي الحسن ولد مولاي عبد القادر / المدير الناشر لموقع "صوت"
سيناريو.. القبض على رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات ورئيس النواب