قيل أن أحد المفكرين الكتاب في نواكشوط أراد أن يكتب عن سر العلاقة ، وأوجه الخلاف والاتفاق ، واحتمال اندلاع صراع بين الرئيس السابق ولد عبد العزيز ، والرئيس الحالي ولد الشيخ الغزواني ، فأكتشف حقيقة أختفى على إثرها ، قبل ان يعثر عليه على أحد الشوارع وهو يقلد صوت الفنان السنغالي يوسف اندور.
لا أحد بإمكانه الخروج بنتيجة عن حقيقة القواعد التي تحكم العلاقة بين الرفيقين ، أو التنبؤ بوحي مستقبلها.
ولا أحد يحاول تفسير مشهد غير مقروء كتب بخط المبتدئين ، وبدي في حُلته كأنه رمم من الماضي ، إلا أن التخمينات التي تعتمد على الشائعات غالبا ما تجرب حظها في شرح أي مشهد ، وتصريفه واعرابه.
وفي ظل تصاعد الشائعات عن خلاف حاد بين الرئيسين ، بدى لأول وهلة، دعاية انتخابية قبل ان يحتدم الصراع بين الصقور من الطرفين المقربين من الرئيسين عزيز وغزواني.
وفي نفس الاتجاه يرى معظم المراقبين أن مدير ديوان الرئيس غزواني رئيس الحزب السابق ولد محمد الامين هو رأس الحربة في تحريض الرئيس على توجه سلفه ، يشاطره الرأي في ذلك وزيره الاول ولد الشيخ سيديا الموصوف بأكثر الصقور تشددا في حتمية قطيعة النظام الغزواني مع الماضي العزيزي ، ناهيك عن تحريض الأغلبية الجديدة الممزوجة بالمعارضتين الراديكالية والتواصلية.
وقد بلغ السيل الزبى عند ما تم اعلان تأسيس جناح سياسي في وضح النهار، لدعم الرئيس الحالي ، وهو ما دفع حزب الاتحاد من اجل الجمهورية إلى اطلاق صيحة مدوية مات على اثرها ، جمعت كل اصلع وأشيب وخشبة كانت مسندة ، واطلقت حراكا غير مسبوق كشف الستار عن معارضة حكومية حكومية ، وأخرى برلمانية برلمانية .
وعلى أنغام تصريحات الوزير ولد سالم المنتمى قبليا لغزواني ، والمحسوب سياسيا على عزيز ، المعلنة عن تأكيد وصف النظام اللاحق بالامتداد للنظام السابق، قد تقرر رؤيتك ، قبل ان تصل إلى صقور أخرى من قبيل الامانة العام للرئاسة ووزارة المعادن والصيد وشركة أسنيم إلى غير ذلك.. مما يشي بقوة حجة ، وتغلغل أعوان عزيز في تشكلة خلفه.
ويرى بعض المهتمين بالامر أن الرئيس غزواني لم يتحرك في اتجاه القطيعة مع رفيقة ، بل حرن في زاوية معتمة لم يستطع اقرب المقربين له حل شفرتها، ليذهب البعض إلى وصف موقف الرئيس بالغامض.
وتختلف العامة حول بنود الاتفاق من حيث الحدثين الترشيح للرئاسة ، والتسليم للسلطة ، ما يلقي بظلاله على ضبابية المشهد الحالي.
ولعل أبرز تلك التفاهمات تغييب ملفات حساسة أبرزها ملف ديون الشيخ الرضى ، وصفقات التراضي ، والرخص ، والاكتشافات والاتفاقات والأسواق الجديدة ، ما يرجح فرضية إثارة مرشح الاجماع والرئيس الحالي في خضم ملابسات تلك القضايا المحظورة التي قد يُتقاسمُ الإحراج حول إثارتها ، كما قد تفرض وضعا جديدا.
وكانت الاجنحة السياسية للرئيس عزيز قد دقت ناقوس الخطر حول تنامي تصاعد خطاب القطيعة والتحريض لدى المقربين من الرئيس الحالي ، النافر من الحزب الحاكم نحو رئيس جميع الموريتانيين.
وينظر معظم صقور ولد الغزواني إلى معاوني الرئيس عزيز بوصفهم خليط من الوزراء والمنتخبين وجدوا أنفسهم خارج التشكلة ، وتم الاستغناء عن خدماتهم ، ما دفعهم إلى العودة بأنفسهم إلى المشهد بوصفهم أنصار الرئيس عزيز ، يحاولون إحياء جثة محنطة يسمونها حزب الاتحاد من اجل الجمهورية ، الذي ما زالوا يلقبونه بالحاكم.
ومهما يكن من أمر فإن الجانبين يدفعان بالرئيسين نحو صدام الرؤى ، فيما يبدوا الرجلين أكثر حرصا على المصالح المشتركة ، منهما على توجه الحراك الحالي.
مولاي الحسن / لموقع صوت