بوادر أزمة محتملة بين الرئيس غزواني والشرق الموريتاني

خميس, 10/24/2019 - 12:03

تتجه العلاقة بين الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني والمناطق الشرقية إلى مزيد من الضبابية والتأزم ، قد تفتح الباب واسعا أمام جميع الاحتمالات.

وكان الرئيس المتنازع عليه بين الشرق والشمال ، قد بدى منذ استلامه السلطة ، ولأول وهلة أكثر تهربا من الجهتين ، للوقوف على مسافة واحدة من جميع الجهات الموريتانية بوصفه رئيس لجميع الموريتانيين.

إلا أن هروب فخامته من حزبه الحاكم وانتماءه المناطقي ، جاء بنتيجة عكسية ، بعد تكليف ولد الشيخ سيديا بتشكيل الحكومة ، ليجد الرئيس قراره مرتهنا لجهة ليست جهته ، وحزبا ليس حزبه.

وقد أثار مستوى تمثيل الشرق الموريتاني في تشكيلة الحكومة الحالية غضبا عارما بين الاوساط الشرقية ، وصف يومها بالتمثيل المصطنع والغائب.

ولعل أبرز المشاكل التي يتغذى عليها الحراك الحالي هي بوادر أزمة غذائية وجفاف قد يجتاح المناطق هذه السنة ، ناهيك عن غياب تمثيل الشرق في صنع القرار الذي كان الرئيس السابق ولد عبد العزيز يوفر منه الحد الأدني على الأقل.

كما أن حالة التذمر الواسع اتجاه تعامل الرئيس الجديد مع الوضع الأمني في الشرق ، وخاصة المناطق الحدودية مع مالي ومشكلة اللاجئين التي ربما أحالها ولد الشيخ سيديا إلى اختصاص "صالون الولي ولد محمودااا" نا هيك عن توقف أهم المشاريع التي أطلقها الرئيس ولد عبد العزيز ، وخاصة منها مصنع العلف الذي يعتمد في مادته الأولية على (النخالة، القمح، الفول السوداني الذرة الصفراء...) ثلاثة أنواع من العلف تتمثل في "المبرومة" بنوعيها العادي والجيد وعلف المجترات الصغيرة.

وتصل الطاقة الإنتاجية القصوى للمصنع الذي يقع على مساحة 20000 متر مربع، حوالي عشرة أطنان للساعة الواحدة ، والذي دشن قبل أن يكتمل ، كما هو حال المستشفى الجديد.

كلها عوامل يمكن ان تدفع إلى مستوى من التذمر بين النخب الشرقاوية ما قد يغذي الحراك الحالي ويقطع شعرة معاوية بين الرئيس وداعميه في الشرق الموريتاني.

ومهما يكن من أمر فإن جهوية الحكومة الحالية وتجاهلها للمشاكل الامنية والاقتصادية للشرق الموريتاني ، نذير شؤم على الوحدة الوطنية ، وعلاقة سكان الشرق برئيسهم ولد الشيخ الغزواني.

مولاي الحسن لموقع "صوت"