أفاد مصدر اعلامي أن الوزير الاول اسماعيل ولد الشيخ سيديا ترأس أمس بقاعة الاجتماعات بالوزارة الاولى في نواكشوط اجتماعا للجنة الوزارية لإنعاش الشركة الموريتانية لمنتجات الألبان بالنعمة.
وخصص الاجتماع لمعرفة الوضعية الحالية التي تمر بها الشركة.
ودرست اللجنة خطة الإنعاش التي أعدتها وزارة التنمية الريفية والتي تتألف من مجموعة من التدابير التقنية والمالية لدعم هذه الشركة خلال هذه الفترة الصعبة.
وأصدر الوزير الاول تعليماته لكافة القطاعات المعنية من أجل بذل كافة الجهود ـ كل في ما يعنيه ـ لمرافقة وتشجيع نجاح خطة الإنعاش هذه.
وكانت الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز قد قرر انشاء مشاريع عملاقة في الشرق المحروم من خيرات الدولة ، من بينها مصنع للألبان مجهزا بتجهيزات حديثة في مدينة النعمة عاصمة ولاية الحوض الشرقي ، وتشيده ثلاثة مراكز لجمع الحليب في نفس المقاطعة تم اختيارها بمعايير سياسية ، مما اعاق ضمان انخراط المنمين في برنامج المصنع.
وقد وضع فخامته اهدافا لهذا المشروع أهمها ، إدخال الثروة في الدورة الاقتصادية الوطنية من خلال بيع الألبان إلي المصنع واستفادة المنمي من انتاج تنميته.
وهو ما لم يتحقق بفعل سوء تسيير القائمين عليه وعدم الاختصاص ، ناهيك عن التدخلات السياسية والسباق نحو افلاس المصنع في مهده.
وكان من الاهداف المتوخاة من المشروع هي : جودة الألبان الطازجة من حيث سلامة الجودة ، وصحة الحوانات.
وهو ما لم يتحقق فقد باشر المصنع ولأول وهلة في عملية جلب كميات هائلة من مادة سيليا الرديئة ، ما جعل موضوع جودة الالبان محلة سخرية للجميع ، أما عن صحة الحيوانات فقد ازداد مستوى النفوق بينها ببركة سياسة المصنع .
وكان من تلك الاهداف ضمان توفير ابقار حلوبة ، وهو ما اصطدم بعمليات التلقيح التي اقدمت عليها الوزارة المعنية ، دون مراعاة للظروف المناخية للمنطقة ، وهو ما انعكس سلبا على العملية التي اهدرت فيها أموال طائلة بالفشل الذريع .
وحسب تسريب من داخل المصنع فقد تم الاستلاء على مقتنيات من تجهيزاته وبيعها لمصانع أخرى ، كما تم بيع حمولات من اكياسه وتمت تعبئتها في نواكشوط من طرف إحدى شركات الالبان الوطنية ، حسب ما هو متداول بين العامة.
ويرى المهتمين بشأن المصنع ان سوء التسيير وانعدام الخبرة يمثلان العائق الابرز في الموت السريري الذي يمر به المصنع باهظ الثمن.
وكان الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز قد استشاط غضبا ، في زيارات عدة للمنطقة ، من تسيير العمل في مصنع الالبان الذي يأتي في المرحلة الثانية بعد اظهر من حيث الاهمية ، وسير العمل في مشاريع أخرى من بينها مصنع الاعلاف والمستشفى الكبير في مدينة النعمة.
ومهما يكن من أمر فإن المشاريع العملاقة في الشرق الموريتاني التي ميزت حكم الرئيس السابق ولد عبد العزيز عن سابقيه ، قد تحتضر على غرار مصنع اللبن إذا لم تتم المحافظة عليها بوصفها انجازا وطني يستهدف المواطنين.
مولاي الحسن لموقع صوت