قيل ان الجمل الاعور إذا وقف مع الشجرة لا يأكل إلا من جهة واحدة وتلك القصة شائعة بين ملاك الابل والمهتمين بها.
أما السبب في ما يبدوا هو كونه لا يرى سوي من العين التي يأكل من جانبها ، مع أن الجانب الآخر قد يكون أينع وأكثر اخضرارا .
هكذا بدت حملة وزارة الصحة وهي تغمض عينها اليمنى ، وتختزل جميع مشاكل الصحة في الصيدليات وتحملهم مسؤولية الدواء المزور .
وهكذا انتصب المجال الصحي الفاسد من رأسه إلى اخمص قدميه ، أمام عينها اليسرى ، ولم ترى الوزارة سوى الافعى التي تتخذ الصيدليات منها رمزا .
ولعل المشاكل الجمة التي تشكل خطرا حقيقيا على المجال الصحي في موريتانيا لم تكن على الجهة التي تبصر من خلالها الوزارة العوراء.
ومن أبرز هذه العقبات والمشاكل تزوير التخصص ، وتزوير الشهادات ، وتزوير العيادات ، وتزوير االمناصب ، وحتي تزوير الاطباء .
وقد كشف مصدر صحي لموقع "صوت" عن تخصصات مزورة تمارس المعاينة الميدانية في المشافي العامة والخاصة من بينها مجالات مهمة وحساسة أبروها العيون والأسنان ، والصحة النسائية ومجالات أخرى لا تقل أهمية .
وتختلط التخصصات لتميل إلى الأهم حيث يتمكن بعض الاطباء من تغيير تخصصاتهم "على لمبطيح" ومعاينة تخصصات أخرى ، على سبيل المثال لا للحصر ، مثلا يتحول تخصص التغذية إلى طبيب اطفال بحجة أن الاطفال في موريتانيا يعانون من سوء التغذية وذاك حظهم العاثر، كما يتحول مرافق طبيب الاعصاب إلى مقلد أو طبيب عيون ، وتلك قصة طويلة ،من الجانب المسكوت عليه ، وهكذا دواليك.
ويرى مصدر صحي تحدث إلى موقع "صوت" ان اصلاح المجال الصحي يقتصر على اصلاح المصادر البشرية في المجال ، وأبرزها الاخصائي والطبيب العام والممرض والقابلة وحتى الحارس... وتكوين نخب جديدة تطبعها الوطنية ومصلحة البلد ، بعيدا عن التنافس في التحصيل.
وأضاف قائلا: الطبيب هو الوحيد الذي يعرف ان الدواء مزور ، ولا يمكن للدواء المزور ان يصل إلى المريض المستهدف إلا بتمالؤ من الطبيب.. ولو حرص جميع الاطباء على مرضاهم لبقي الدواء المزور دون استعمال.
ويتمنى معظم المراقبين ، أن تفتح الوزارة عينها اليمنى وترى التحديد الماثل أمام الاصلاح في المجال الصحي والذي من بينه التزويد الصيدلي.. وأن لا تأكل كالجمل الاعور من جانب واحد.
وهما يكن من أمر حملة الاعور الجديدة قد تتحول إلى حملة ازلق.. وتلك قصة أخرى!! سنعرضها في حينها.
مولاي الحسن لموقع صوت