يعاني المصاب بها من وساوس تستحوذ على تفكيره، وتشغله دوما بفكرة إصابته بمرض خطير، أو مهدد للحياة لم يتم تشخيصه بعد، وهذا يتسبب في الشعور بقلق بالغ يستمر لعدة أشهر أو أكثر، على الرغم من عدم وجود دليل طبي واضح يثبت أن هذا الشخص يعاني من مشكلة صحية خطيرة، فكيف يمكن علاج هذه الحالة؟
* العلاجات والعقاقير
قد يتضمن علاج الوساوس المرضية الاستشارة النفسية والتثقيف والأدوية.
- الاستشارة النفسية
تعد الاستشارة النفسية (العلاج النفسي) هي العلاج الأساسي للوساوس المرضية. وقد يكون العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وهو شكل من أشكال العلاج النفسي، العلاج الأكثر فاعلية، ويساعدك هذا النوع من العلاج في التعرف على السلوك المرتبط بالقلق الذي ينتابك والتوقف عن انتهاجه، ومن أمثلة هذا السلوك المراقبة المستمرة للجسم بحثًا عن المشكلات.
وفي بعض الأحيان، قد تنطوي الاستشارة النفسية على العلاج التعرضي، ومن خلاله سوف تواجه المخاوف التي تنتابك حول صحتك بشكل مباشر في بيئة آمنة، وتتعلم مهارات التكيف مع مشاعر عدم الارتياح.
- التثقيف بشأن الوساوس المرضية
يُعرف ذلك بالتثقيف النفسي، وهذا النوع من الاستشارات النفسية يمكنه أن يساعدك أنت وعائلتك في فهم ماهية الوساوس المرضية على نحو أفضل، وسبب معاناتك منها، وكيفية التكيف مع المخاوف الصحية لديك.
- الأدوية
هناك أدوية معينة من مضادات الاكتئاب قد تكون ذات فائدة في التعامل مع الوساوس المرضية، ومن بين هذه الأدوية مثبطات استرداد السيروتونين (SSRIs)، مثل فلوكستين (بروزاك)، وفلوفوكسامين (لوفوكس) وباروكسيتين (باكسيل)، ومضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقات، مثل كلوميبرامين (أنافرانيل) وإميبرامين (توفرانيل)، وهذه الأدوية لا تؤخذ إلا تحت رعاية طبية، وقد يصف لك الطبيب أدوية أخرى، وبخاصة إذا كنت تعاني أيضًا من حالة نفسية أو بدنية أخرى.
* نمط الحياة والعلاجات المنزلية
في معظم الحالات، لا تتحسن الوساوس المرضية إذا حاولت علاجها بنفسك، ولكن بوسعك القيام ببعض الأشياء لنفسك بناءً على علاج تخصصي:
- الالتزام بخطة العلاج
احرص على حضور جميع جلسات العلاج، حتى إن كان لا يروق لك الذهاب، وحتى إذا شعرت بتحسن، فقاوم أي إغراء بالتوقف عن تناول الأدوية الخاصة بك، فإذا توقفت عن تناولها، فقد تعاود الأعراض الظهور، كما أنه يمكنك أيضًا الشعور بأعراض شبيهة بأعراض الانسحاب عند التوقف عن تناول الأدوية بشكل مباغت.
- معرفة حالتك
إن التثقيف بشأن الوساوس المرضية يمكن أن يعزز من قوتك، ويحفزك على الالتزام بخطة العلاج، ومجرد التعرف على الوساوس المرضية قد يساعد في التخفيف من مخاوفك.
- الانتباه لأي علامات تحذيرية
تعاون مع الطبيب أو المعالج الخاص بك للتعرف على ما قد يثير القلق الصحي لديك، أعد خطة حتى تعلم ما ستفعله إذا ظهرت الأعراض مجددًا، اتصل بالطبيب أو المعالج إذا لاحظت أي تغيرات في الأعراض أو مدى شعورك بها.
- ممارسة الأنشطة
تساعد الأنشطة والتمارين البدنية على السيطرة على العديد من الأعراض، مثل الاكتئاب والضغط النفسي والقلق، فكِّر في المشي أو الركض أو ممارسة السباحة أو أعمال البستنة أو أي نوع آخر من التمارين التي تستمتع بها.
- تجنب المخدرات والكحوليات
قد تتسبب الكحوليات والمواد المخدرة في تفاقم الأعراض أو زيادة القلق والاكتئاب، كما أنها قد تتفاعل مع الأدوية التي تتناولها.
- بناء علاقات طيبة مع الأطباء
يمكن أن تتوتر العلاقة بينك وبين أطبائك إذا شعر كلاكما بالإحباط تجاه حالتك، كن صريحًا وصادقًا مع أطبائك بشأن مخاوفك، تعلم طرق التكيف مع الرغبات الملحة للخضوع لاختبارات وإجراءات غير ضرورية، وفي الوقت نفسه، لا تتجاهل الفحوصات الطبية أو تتغيب عن زيارات طبيب العائلة، وبخاصة إذا كنت تشعر بصحة غير جيدة.
* التكيف والدعم
قد لا تنزاح عنك الوساوس المرضية بالكامل، ولكن يمكنك تعلم كيفية التكيف مع القلق الصحي لديك حتى لا يُفسد عليك حياتك، ويجب عليك مراعاة تدابير التكيف التالية:
1. عدم تغيير الأطباء باستمرار
اعثر على اختصاصي خدمات رعاية صحية تثق به وأبق عليه، لا تسعَ باستمرار وراء أطباء أو اختصاصيي خدمات رعاية صحية جدد لإجراء مزيد من الاختبارات أو القيام بمزيد من الإجراءات، ويمكن أن يساعد تحديد زيارات متابعة دورية مع مقدم خدمات الرعاية الصحية الخاص بك في طمأنتك بأن صحتك جيدة.
2. تجنب البحث المفرط
قد يصبح الإنترنت محل ضرر بالنسبة للشخص الذي يعاني من وساوس مرضية، لا تقضِ الساعات في البحث عن معلومات صحية أو استقصاء أعراض غامضة، فمن المرجح أن تعثر على شيء ما تعتقد أنك تعاني منه، وبهذا سيزداد قلقك.
3. تجاهل الأخبار المتجددة عن الأمراض
إن وسائل الإعلام زاخرة بتحذيرات رهيبة بشأن أمراض "تم تجاهلها" أو "تم تشخيصها بالخطأ"، توشك أن تودي بحياة الأشخاص، تجنب هذه الأخبار، فلن يترتب عليها سوى زيادة قلقك، وبخاصة إذا تضمنت أعراضًا شائعة أو غامضة.
4. عدم التركيز المتواصل على الجسم
قاوم الرغبة الملحة في المراقبة المستمرة للنبض أو العلامات الحيوية الأخرى أو فحص جسمك بحثًا عن علامات لأي مرض، وتحدث إلى طبيبك حول الفحوصات الذاتية التي تناسبك.
5. طلب المساعدة
اطلب الدعم والصبر من أسرتك وأصدقائك ممن يعرفون أنك تعاني من وساوس مرضية، فالتحدث بصراحة إليهم قد يساعد على تخفيف شعورهم بالإحباط بشأن القلق الصحي الذي تعاني منه، وقد يكونون قادرين على مساعدتك في الاحتفاظ برؤية واقعية للأمور.
6. انضم إلى إحدى مجموعات الدعم
هذه المجموعات قد تكون مفيدة جدا، ومتوافرة بكثرة على الإنترنت، وتتيح لك تبادل الخبرات مع أشخاص يعانون مثلك، انضم إلى مجموعة دعم ذات صلة بالوساوس المرضية أو القلق، فبإمكانها مساعدتك في الاتصال بآخرين ممن تعتريهم مخاوف مشابهة، والتعرف أكثر على حالتك، وتعلم إستراتيجيات تكيف إضافية.
* الوقاية
ليست هناك طريقة أكيدة للوقاية من الوساوس المرضية، ولكن احرص على الحصول على المساعدة في أسرع وقت ممكن إذا تفاقمت المخاوف المستمرة لديك بشأن صحتك أو تسببت في شعورك بالحزن أو سببت لك مشكلات، فالتعامل مع الوساوس المرضية مبكرًا يمكن أن يحد من تأثيرها على حياتك.
صحتك