حالة مستكملة من الزبونية والفساد تسود مفاصل مؤسسة صندوق التأمين الصحي الموريتاني "اكنام" تضعه على كف عفريت ، وتبدد مقتطعات رواتب العمال في نزوات المدراء وعلاقاتهم الاسرية.
من تلفيق الملفات الصحية لأولي القربى والزبونية ، ومماطلة العمال المؤمنين في تعويضاتهم ، يستمر الصندوق في سياسة الغبن والتحايل على الحقوق الصحية لعمال القطاع العام ، ليستدرج عمال القطاع الخاص إلى وحل الدسائس والمؤامرات ضمن سياسات تسييرية فاسدة ومحمية طبعت مؤسسات عمومية طيلة الفترة "الماضية" توسطها صندوق "اكنام" وليد مقتطعات رواتب عمال القطاع العام المتواضعة .
من دعوة نحو تعميم الضمان الصحي كشفت عن قناع من تلطخ ، ترهل في خدماته لعمال القطاع العام ، قبل ان يعلن دعوته على غرار "من غلبته الدنيا.. فاليقل الآخرة".
هكذا حرن الصندوق والقى باذنيه إلى الأمام، بعد مماطلة النقاط الصحية العمومية على تراب الوطن للمؤمنين صحيا ، بدعوى مماطلة اكنام ، رعن الصندوق إلى خدمة الدفع Tiers payant وهو سراب نال رضى المؤمنين ، وأسال لعاب الابرياء المدعوون إلى سراب سياسة تعميم التأمين.
وحيث ان التجربة بدت لأول وهلة في نواكشوط ولم تراوح مكانها ، انتصبت صيدليات متحفظ عليها في اروقة المرافق الصحية القريبة منها من حيث جودة الدواء ومستوى التزوير ، إلا أنها ذات صلة بمسييري الصندوق وذاك عهد وصال قديم حديث في تسيير المؤسسات الموريتانية ذات الطابع العام.
وقد استجابت الصيدليات لإيحاءات الصندوق الفاسدة حيث تمت برمجة الاسعار ونفخها للمستفيدين من العرض الخيالي ، لدرجة أن عامل اشترى بالخدمة من احدى الصيدليات Tetracycline 1% ب 100 أوقية قديمة وهو يباع عند بائعة بننى ب 100 أوقية لا فرق .
واليوم وبعد ان دق اطباء الاعصاب ناقوس الخطر ، وكشفوا عورة زملائهم بالعيون ، تبين ان جميع المحلات التي تبيع النظارات الطبية تعتمد على مواد صينية مسرطنة مع أن معظمها مملوك لأطباء عيون أو متآمرين معه .
ونظرا إلى ان سوق النظارات قد اغرقه التونسيون و"تيفايت" الصين بالمواد الرديئة والمسرطنة ، وفي ظل انعدام مؤسسة أو محل يستجيب لوصفات اطباء العيون ويقدم نظارات صحية حقيقية ، فقد قرر "اكنام" توسيع خدمة Tiers payant لتطال النظارات وذلك لحاجة في نفس يعقوب .
ولعل ابرز الدوافع الحالية التي يجعلها الصندوق نصب عينيه هي : التملص من التعويضات التي يحصل عليها المؤمن ، وتحويلها من الدفع المباشر بين الصندوق والزبون إلى محلات أكثر تفهما للخط الرابط بين المال العام والقائمين عليه .
ومهما يكن من أمر فإن الصندوق الوطني للتأمين الصحي ، وإن بدى صندوقا محبوبا ، وفكرة جيدة تستهدف العمال وأسرهم ، فقد أنقلب إلى الوراء صندوقا عرقوبا ، يعمل بحرفية من أجل تعقيد الحياة الصحية للمستهدفين ، ما يتطلب تدخلا عاجلا من السلطات العليا لتقويم مسار الصندوق وتفعيله ، وتحديد مرجعيته هو الأخر..
مولاي الحسن لموقع "صوت"