سيناريو عزيز غزواني: الخلاف واحتواء المعارضة وسد فراغها

ثلاثاء, 11/26/2019 - 13:42

كم أنت غبي أيها السياسي منذ ان تحول قلبك من تحت ابطك الايسر إلى جيبك الأمامي ، وانت تائه وراء الاوراق الابلاستيكية.. ولكن ليس هذا هو الموضوع كله.

قيل إن الاعور اذا نظر الى اثنين بدى لديه واحد عكس الاحول الذي إذا نظر إلى واحد تصوره اثنين ، أما الأزلق فيرى الواحد ثلاثة ونصف.

ويروى ان اعور وأحول اختصما في غرابين فقال الاعور غراب واحد ورب الكعبة ، وحلف الاحول على انهما اربعة ، حتى كادا يتشاجران ، فإذا بأزلق يقلب عينيه في السماء، فتخاصما عليه حول الغرابين ، فصوب نحوهما وقال : غريب أمركما رجلان عاقلان تختصمان في سبعة اغربة . 

هكذا بدى المشهد السياسي والتطورات المتلاحقة ، "فريق في الجنة وفريق في السعير" استنفار سياسي ، ومواجهة شرسة ، فمن قائل عزيز يتجه نحو التصعيد وحديث عن انقلاب وشيك .. وآخر يرى أن الاخير فقد زمام المبادرة ، بينما يرجح كفة غزواني بوصفه جمع من الطيف السياسي ما لم يجمعه الارز "مار تيبوجن" على موائد الغداء في السبخة ، وبين من يتحول كورم "الحيباي" مع كل من لديه السلطة.. كم أنت غريب وغبي ومتسكع ومتحول ومتملق أيها السياسي.

تصريحات متبادلة لرموز بدت وكأنها جاءت من كوكب جديد ، ولد محم يريد ان يشهر لسانه سيفا أمام من اطعمنا من جوع وآمننا من خوف.

بينما يغرد ولد اجاي على صفيح حديد اسنيم الساخن ، وسيد احمد ولد احمد يفاجئنا بموقف مدير لا موقف نائب ، واصرار ولد هميد على مرجعية عزيز يشجع كوريرا وولد بوهد وفرانسوا ، وسكوت ولد بايه له تفاسير أخرى .

مشهد كاذب بامتياز.. ولعله تنسيق تام ، واتفاق بين الرفقاء في سيناريو محكم ، تؤكده الوقائع وستكشفه الأيام ، وهو:

احتواء المعارضة بشقيها من طرف غزواني ، وهوسقوط بطعم الاجماع الوطني ، سيحدث لامحالة فراغا ، يتحرك رفيقه عزيز إلى سد ذلك الفراغ ، ولعب دور المعارضة طيلة المأمورية ، قبل يتم تسليم السلطة بصفة سلمية إلى المعارضة التي اصبحت جناح الرئيس السابق ولد عبد العزيز ، في سابقة من نوعها ، أما المعارضة التقليدية فكما عودتنا ستظل ماسكة بذيل الحمامة....

قمة المجاملات وجبر اللخواطر وتبني جميع الاتجاهات ، تلك المبادئ الجديدة التي ينتهجها الرئيس الحالي ولد الشيخ الغزواني ، فالكل مرحب به ، وشعار رأيك لك والوطن لنا، فقل ما تحب وتغذى على ريقك.. ليس مهم.

قيل أن الرئيس غزواني سيلجأ لتغيير اسم حزب الاتحاد من اجل الجمهورية الحاكم ، لتفادي اصطدام وشيك بينه وبين عزيز.

والوقائع تشير إلى عكس ذلك.. بل عزيز هو من سيعلن عاجلا أم آجلا عن حزب سياسي جديد يضعه في يده اليسرى ، وقوده الشباب والطامعين في الثروات المتكدسة في يده اليمنى .. ستنام جميع الملفات نوما هادئا إلى الابد.. ويبدوا ان الشراكة فيها طالت الجميع ، فلا أحد يتكلم عن الفساد وملفاته ..!.

خفة المعارضة وطمعها في الحصول على سهم الذئاب من أموال شعبها الفقير ، زحلقتها من مكانها ، لتجد نفسها أما قصور سدنة المال العام ، تدفها العصي عن الابواب المسدودة أمام الشعب ، وليحتل مكانها حزب جديد جمع أموال البلد طليلة نضال المعارضة ليسد الفراغ الذي خلفت.. ويسلم السلطة التي كما بدأت تعود .. فهنيئا لعداء يحقق ما عجزت عنه الصداقة!!.

 

مولاي الحسن مولاي عبد القادر