"ما يمكنني ان أكد ان توجهي سيكون مستقلا ، ومخالفا لتوجه الرئيس السابق ولد عبد العزيز ، ولن يكون له أي تأثير على قراري ، ولكنني بالمقابل لن ادعم أي مسعى يستهدف الاضرار به أو النيل منه.أو من محيطه! ، بحكم خلفية علاقتي الخاصة! به وأواصر صداقتي معه "
هكذا نُقل عن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ، وهكذا يبدوا المشهد من أول يوم ، ولا داعي للقلق ، وعلى ذلك راهن ولد محمد خونه وبيجل ولد هميد ، وكانا أكثر إلماما لحقيقة المشهد من أولئك الذي ضربوا حمارهم بين اذنيه ، وأعلنوا حربا على الرئيس السابق .
فالرجل الكتوم بدى لأول وهلة منقذا لرفيقه محابيا لمقربيه متعاونا مع معاونيه ، في موقف يترجم مدى عمق علاقة الصداقة بين الرجلين وذاك ما يقتضيه العهد والوفاء ، وقد لا يخلوا من اتفاق مبرم مسبق بينهما.
توجه واضح كالشمس ينتهجه نظام الرئيس ولد الشيخ الغزواني أساسه الحفاظ على العلاقة التي تربطه بسلفه الرئيس السابق ولد عبد العزيز.
لا شك ان اتاحة الهامش الذي خلق ساحة للصراع والترحال بين الرموز السياسية ، والاستقطاب ، وما تخلله من انقادات متبادلة بين انصار الرجلين ، قد يبدوا لأول وهلة بداية نواة خلاف جديدة بين الرئيسين ، لكنه لا يلبث ان يتبدد عند أي تصريح جديد لأحد الرئيسين.
ولعل الرئيس السابق قد اشار إلى ذلك في جواب على سؤال لمسؤولة النساء في الحزب التي تجرأت على سؤاله عن العلاقة بينه وبين رفيقه ، حيث كان جوابه " ذاك ادوري اتموتي فيك اغباه" وكان أول جواب لعزيز خارج النص.
إلا أن التوجه الجديد للرئيس غزواني لاحتواء المعارضة بكاملها ، وبغض النظر عن الدواعي الوطنية لا يخلوا المشهد من محاوله تخفيف الضغط على سلفه بدرجة قد تتسع لحد "التبرئة".
سرعة ارتماء المعارضة جملة في احضان براءة النظام الجديد ، سبات أيقظته تصرحات الرئيس ولد الغزواني الجديدة ، ما دفعها إلى الاعلان عن مؤتمر صحفي في الوقت الضائع ، والمطالبة على استحياء بالتحقيق في تسيير العشرية الماضية ، قابله الرئيس بقرار اللقاءات الفردية للمعارضة وتشجيعها إلى الانضمام إلى الاغلبية الجديدة المؤتمرة بأوامر الرئيس ، والتي قد لا تكون ضمنها المطالبة بالتحقيق والمحاسبة.
ولعل التقرير الذي اطلقته الخلية الاعلامية الجديدة المنسوب للرئيس السابق قد أشار إلى ربط الرئيس الحالى برفيقة لحد الشراكة ، مع ما تضمنه المقطع من انتقاد قد لا يعدوا كونه للاستهلاك ، أو نتيجة عدم الإلمام بالحقيقة.
وهكذا تدفع الوقائع على الارض في نفس الاتجاه لحد نظرية المؤامرة ، ويحمل الموقف كم من تفسيير لمتتبعي المشهد الحالي ، وطريقة تعامل الرئيس الجديد مع الاحداث المتلاحقة.
فالرجل اوعز إلى قبيلة الخروج فجأة من المشهد السياسي بعد حملة صاخبة ابلوا فيها بلاء حسن من حيث الدعم والتمويل قبل ان يخرجوا من المشهد دون إذن ، ما يرجح الايعاز بتعليمات ضرورية.
ومع غموض موقف الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز إلا أن العلاقة مع رفيقه لم تتضرر بدليل ، تمسك الرئيس الحالي بمصالح سلفه ومواقع نفوذه السياسي والمالي .
ومهما يكن من أمر فإن تاريخ العلاقة بين الرئيسين ، قد تكشف عن شراكة ظلت طي الكتمان لعقود تزيل اللبس الحاصل بين المصلحة والوفاء.
مولاي الحسن مولاي عبد القادر لموقع "صوت"