نشر موقع "آف بي.ري" الروسي تقريرا، استعرض فيه جملة من الأساطير التي آمنا بها بسبب الإعلانات، لكنها في الواقع مجرد وسيلة فعالة لزيادة مبيعات منتج معين، وتحقيق أرباح طائلة.
التكلفة الباهظة لحجر الألماس تعود إلى ندرته
قال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن أحجار الألماس تعد من أثمن الأحجار الكريمة اليوم جراء الترويج لفكرة توفرها بكميات صغيرة، غير أن الحقيقة عكس ذلك. إن انتشار الاعتقاد القائل بأن هذه الأحجار نادرة ناتج عن حملة إعلانية واسعة النطاق قامت بها شركة "دي بيرز"، التي تستحوذ على مبيعات أكثر من 85 في المئة من الألماس في جميع أنحاء العالم، وقد نجحت في إقناع المشترين بتلك الأسطورة.
وذكر الموقع أن الألماس كان يعدّ نادرا، ما يفسر تكلفته الباهظة قبل مطلع القرن التاسع عشر. لكن تغير هذا المعطى مع استعمار البلدان الأوروبية لأفريقيا، حيث اكتُشفت احتياطيات ضخمة من الأحجار الكريمة ستدوم لعدة قرون. ومع ذلك، لا يزال الناس يؤمنون بندرة الألماس إلى حد الآن.
الدهون وليس السكر من يؤدي إلى زيادة الوزن
في سنة 1968، بدأت هيئة مختصة في مجال التغذية في الولايات المتحدة في دراسة مخاطر وفوائد بعض الأطعمة. وقد توصل الخبراء إلى نتائج مفادها أن الدهون ضارة بالجسم، على عكس الكربوهيدرات. في هذا الصدد، حاولت الجمعية الطبية الأمريكية دحض هذه الادعاءات، لكن دون جدوى، واكتسب البيان حول مخاطر الدهون شعبية، ما تسبب في أزمة السمنة في الولايات المتحدة.
وأورد الموقع أنه بعد بضعة عقود، تبين أن عمل هيئة التغذية تنقصه المصداقية، بعدما اتضح أن أصحاب شركات السكر اشتروا ذمة العلماء؛ من أجل حث الناس على التوقف عن تناول الدهون. وعلى الرغم من إطلاق العديد من الحملات الإعلانية لتوعية الناس حول هذا المشكل، غير أن البعض ما زال يعتقد أن الدهون السبب الوحيد في زيادة الوزن.
عصير البرتقال.. الأكثر صحة والأفضل طعما
تروج بعض الحملات الإعلانية إلى أن عصير البرتقال يتمتع بفوائد كبيرة مقارنة ببقية المشروبات. وقد ظهرت شركات الإعلانات لزيادة شعبية عصير البرتقال في بداية القرن العشرين، ما ساعد عصير البرتقال على اكتساب شعبية كبيرة داخل الولايات المتحدة وجميع أنحاء العالم.
كوكاكولا ورأس السنة الجديدة
أورد الموقع أن العديد من الثقافات، بما في ذلك الروسية والأمريكية، تربط السنة الجديدة بتناول مشروب الكوكا كولا. ويذهب الظن بالعديد من الأمريكيين إلى أن شركة كوكا كولا هي من اخترعت صورة بابا نويل، وتدعم قيادتها هذه الأسطورة من خلال إصدار المزيد من الإعلانات التجارية لهذا المشروب. وفي الواقع، لا وجود لعلاقة بين شركة كوكا كولا وبابا نويل، لا سيما أن صورته تعدّ مزيجا من الشخصيات التاريخية والأسطورية، وظهرت قبل تأسيس شركة كوكا كولا بحوالي 40 عاما.
خيط تنظيف الأسنان يساعد على تجنب تسوسها
أشار الموقع إلى أن علاج الأسنان ومنع تسوسها من الأمور التي تكلف المرء الكثير من المال. تبيع المتاجر اليوم العديد من المنتجات المخصصة للعناية بالأسنان، ومن بينها خيوط الأسنان، لكن لم تثبت فعاليتها بعد. تروج بعض الإعلانات لخيوط تستخدم في تنظيف الأسنان، وشرائط تبييض، فضلا عن معجون أسنان باهظ الثمن.
ونوه الموقع بأن العديد من العوامل تؤدي إلى تدهور صحة الأسنان، على غرار نقص الكالسيوم أو مشاكل في الجهاز الهضمي، ما يتسبب في تسوسها. بدلا من إنفاق الكثير من المال على خيوط الأسنان ومعجون الأسنان، ينصح الأطباء باتباع نظام غذائي صحي ومتنوع.
القهوة غير صحية
يحث العلماء والأطباء الأشخاص على التخلي عن تناول القهوة، زاعمين أنها تسبب السمنة ومشاكل في الجهاز الهضمي والقلب والأوعية الدموية، والقلق والأرق، وعدم انتظام دقات القلب. ومع ذلك، لا توجد دراسات رسمية تثبت التأثير السلبي للقهوة على جسم الإنسان. وعلى العكس من ذلك، يعتقد بعض العلماء أن هذا المشروب له الكثير من المزايا. وتجدر الإشارة إلى أن الشائعات حول مخاطر القهوة ظهرت في القرن التاسع عشر، عند فشل شركات الشاي في اقتحام الأسواق واكتساب شعبية.
البنزين الذي يحتوي على الرصاص هو الأفضل
خلال النصف الثاني من القرن العشرين، نجحت شركات النفط في زيادة مبيعات البنزين الذي يحتوي على الرصاص، مدعية خلال حملاتها الإعلانية أن هذا الوقود صديق للبيئة. على الرغم من دحض العلماء لما روجت له الحملة، غير أن ذلك لم يؤثر على نسبة مبيعاته، حيث استمرت الشركات المصنعة في شراء ذمم العلماء والمسوقين وحتى السياسيين، رغم إدراكهم حقيقة التأثير السلبي لاستعمال هذا البنزين على صحة الإنسان.
المعالجة المثلية وفوائدها الصحية
نوه الموقع بأن فاعلية المعالجة المثلية لم تؤكد بعد، كما يرى العديد من الأطباء أن هذا العلاج لا يجدي نفعا، غير أن ذلك لم يمنع الآلاف من الناس في جميع أنحاء العالم من الإيمان بخصائصه العلاجية. في الحقيقة، تستثمر الشركات المصنعة للأدوية المثلية مبالغ ضخمة في الترويج لهذه الأدوية، كما يساهم عدم اطلاع الأشخاص على البحوث العلمية الحديثة، فضلا عن نقص الأدوية، في زيادة مبيعات هذه العقاقير.