حالة من الترقب اجتاحت المؤسسات الاعلامية في موريتانيا قبل أيام ، وخاصة بعد اعلان تقسيم مخصصات صندوق دعمها ، وسط تعتيم اللجنة المثيرة على النتائج المتعلقة بالتحويلات النهائية لحسابات المؤسسات الاعلامية الموريتانية ، قبل ان يكتشف الجميع اليوم ان سرقة جريئة طالت مخصصاتهم في وضح النهار وعلى مرأى من الجميع.
وقد بررت الوقائع تلك المخاوف لدى معظم المؤسسات وسط حالة من الانسيابية واللامبالاة يتيحها المقرر المشكل للجنة تسيير صندوق دعم الصحافة ، والتي تتباهى بعدم مساءلتها أمام أي جهة ، ناهيك عن حفاظها على نفس التشكيلة لسنوات ، ما يزيد قلقا وتخوفا لدى المستهدفين بالدعم المتواضع أصلا والمسروقات الحالية.
وتعمل العصابة المسيطرة على وزارة الثقافة والمعروفة لدى الجميع ، جاهدة على تمرير لجنتها المتلصصة كل سنة إلى مجلس الوزراء لإقرارها ، ما يبين بجلاء مدى فساد هياكل الوزارات الموريتانية وسيطرت عصابات الفساد على قراراتها ، وذاك ابرز هواجس الخوف لدى المتطلعين إلى الاصلاح .
وقد لا تأتي مخاوف العامة من فراغ ، وخاصة المؤسسات الاعلامية ، إذا علمنا ان نفس اللجنة بنفس التشكيلة اشرفت لعدة سنوات على قسمة ضيزى اخلطت خلالها المؤسسات الوهمية والواقعية في الاسهم أمام صمت وتآمر الجهات المعنية التي مازالت تنظر إلى الاعلامي بوصفه مخبر منافق.
وقد لا يُعول الكثيرين من ممتهني مهن المتاعب على شفافية لجنة تسيير تم انتقائها بمعايرة فاضحة .
شجار وملاسنة وصفع ولكمات وتهديد بالسلاح الناري ، وزبونية وإقصاء كانت ابرز اعمال اللجنة في السنوات الماضية ، لا الدهر يعظ ، ولا الأيام تنذر ، ولا السلطة تجزر ، قبل ان تتحول القسمة الجديدة إلى سرقة في وضح النهار .
وتكتسي القسمة الجديدة أهمية بوصفها اختبار لأول لجنة قديمة جديدة ، تكلف بالوقوف على مسافة من الجميع تيمما بعهد الانفتاح الجديد الذي جسده برنامج "تعهداتي" .
هكذا لبت وزارة الثقافة ، وسلطتها العليا (الهابا) نداء برنامج "تعهداتى" الذي صدع البعض رؤسنا به ، وان توجها جديدا يلوح في الأفق اساسه المساواة والعدل والرقابة وتكافؤ الفرص...
ولعل الحدث الأهم ، والاستنتاج الأبرز ليس سرقة مخصصات الصحافة في موريتانيا ، بل تغطية الوزارة على ذلك ، واشراف شاهد الزور المدعوا ب"الهابا" على عملية سرقة في وضح النهار ، بل صمت الحكومة وغياب رقابتها على الدعم المتواضع الوحيد الموجه للمؤسسات الاعلامية المستقلة.
سارق، سارق، سارق، ومن يضيق صدره من لقب سارق فاليعد مخصصات المؤسسات الاعلامية المستقلة إلى المستهدفين بها .
هكذا تصغر اعتبارية الدولة في عين المفسدين ، عندما يتصرف كل حسب ما يحلوا له في بلد تكون عقودا من الزمن على ثقافة النهب والفساد واكل المال العام .
هكذا اختبرت لجنة تسيير صندوق دعم الاعلام المستقل نوايا نظام الرئيس ولد الشيخ الغزواني ، بنهب أكثر شراسة وجرأة منه في حكم الرئيس السابق ولد عبد العزيز.
قد يتآمر الجميع على الصمت اتجاه سرقة صندوق دعم الصحافة ، لكننا في موقع صوت لن نصمت لعدة أسباب أبرزها حقنا الشرعي في الحصول على دعم مؤسستنا بوصفها مؤسسة اعلامية موريتانية ما دامت موريتانيا هي القعد الذي يجمعنا.
كما اننا لن نصمت أمام تراجع هيبة الدولة ، واستفحال النهب والفساد والتغطية عليه من أي جهة كانت ، وسنعمل بكل الوسائل المشروعة ، حتى نكشف عن ما وعت غرائز لجنة تسيير الصندوق ووزارتها وسلطتها العليا ، وسنكشف عن معلومات ، تأخذ بحلاقيمهم وتقيئهم ما اكلوا من حرام.
اللجنة المعنية بسرقة مخصصات الصحافة المستقلة ، والتي تم إقرارها من طرف مجلس الوزراء الموريتاني ، بعد تمريرها من عصابة وزارة الثقافة.
– ماء العينين ولد امبيريك (ممثلا للسلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية).
– أحمد عيسى ولد يسلم ولد اليدالي (ممثلا لوزارة الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان).
– محمد محمود ولد أبي المعالي (ممثلا لوزارة الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان).
– عالي محمد ولد أبنو: عضو لجنة حقوق الإنسان الموريتانية
– شيخنا ولد الإمام (ممثلا للقنوات التلفزيونية والإذاعية).
– يحي ولد الحمد ناشر ميادين
– عمر المختار (ممثلا لناشري الصحف المكتوبة).
-أحمد ولد محمدو (ممثلا لوزارة المالية)
يتبع..
لجنة صندوق الصحافة تستقبل الطعون لتحصيل الحاصل
جديد اختلاس لجنة تسيير صندوق الصحافة بعد اكتمال الطعون