أوقع شاب الآلاف في سوريا ضحايا لمشروع وهمي، أطلق عليه اسم "شجرتي" لكن المثير في الأمر، أن الاحتيال كان علنيا وعلى مدى سنوات.
ولجأ المحتال الذي يدعى "زاهر زنبركجي"، الذي اعتقل بعد سنوات من الاحتيال، إلى نشر صوره مع شخصيات نافذة ومسؤولين في النظام السوري، من أجل ترويج مشاريعه وإقناع الضحايا بها، وأنه شخصية كبيرة في سوريا.
وابتكر زنبركجي ما يسمى "بمركز الأعمال الكوري" الذي أعلن عام 2012 إطلاقه مشروع "شجرتي" بالتعاون مع وزارة الدولة لشؤون البيئة، ونشرت لافتات في العاصمة دمشق للمشروع، ليكون شكله رسميا.
وبدأت عمليات التوظيف ضمن المشروع، وجمع أموال الناس تحت إطار "خدمة أسر الشهداء"، والترويج لفتح علاقات مع وزارات عديدة، ليعلن زنبركجي عام 2018 عن حملة تشجير واسعة مع وزارة الزراعة ووزارة البيئة.
كذلك كان جزء من أنشطة صاحب مشروع "شجرتي" متجها إلى "العمل السياسي"؛ إذ كان من مؤسسي "التجمع الشعبي لإنقاذ وبناء سوريا"، ووقع اتفاقيات مع "كتل سياسية" وناشطين، كما ظهر على الإعلام، بصفة "رئيس التجمع الشعبي"، وكان من مؤسسي حزب الشباب الوطني كما يقول.
ومن بين الشخصيات التي لجأ زنبركجي لربط نفسه بها، بشار الجعفري مندوب النظام السوري لدى الأمم المتحدة، الذي قال إنه ابن خالته.
كذلك نشرت صفحة المركز الكوري صورا تجمع زنبركجي بالقائم بأعمال السفارة السورية في السنغال يوسف سليمان، خلال معرض داكار الدولي في كانون الأول/يناير الماضي.
وقالت الصفحة إنه تم خلال "اجتماعات" زنبركجي بسليمان "وضع خطة لمشروع مركز الأعمال السوري"، من أجل دعم المنتجات السورية والليرة السورية.
كما شارك زنبركجي في فعاليات "ملحمة وطن" بمناسبة "أعياد التشرينين في دار الأوبرا" حسب صفحة المركز، التي قالت إنه ألقى كلمة قبل نحو شهرين إلى جانب أمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي، و"كرم مجموعة من ذوي شهداء الوطن"، حسب الصفحة.
وكان لافتا أن زنبركجي نشر على صفحاته الشخصية وصفحة "شجرتي" صيف 2019 بيانا وجهه إلى "أحبائي الشرفاء من وطننا الحبيب سوريا... سيدي الرئيس بشار الأسد... الوطنيون الذين لم يتاجروا بالدم السوري".
وقال في بيانه، إن ثمة من يتآمرون عليه، وأنه يتلقى تهديدات من "أشخاص وصلوا لمناصب عالية جدا" دون أن يسميهم.