تابعت الليل البارحة بث "قناة الثقافية"، ولست كبير مواظب على مخرجها الشحيح والمثقل بالتكرار، وهي تقدم حلقة جديدة من برنامج حواري يتناول موضوع "أدب الطفل" استضاف القامة البحثية والأكاديمية الدكتور محمد الامين ولد الكتاب.
ولما كان الأدب في مجله يعاني من الهزال الشديد في مضمون القليل المفرز على مضض ومن انعدام الكتاب المجيدين والشعراء المجددين والنقاد المصححين والموجهين، فكيف للذود عن أدب الطفل وتشجيعه في هذه البيئة السقيمة أن يلقيا مدا وصدى ونشرا وتوزيعا؟
ولما كان الكاتب والباحث الأكاديمي والمؤلف في الحقل - الذي بدا لي يشق مستنقع ماء ثقافتنا الراكد الآسن بسيف صدقه البتار - قد قدم مقاربة واضحة المعالم التزم فيها بكل القواعد البحثية والعلمية لأدب "طفلنا" المهمل حتى يكون أولا ويحمل ثانيا الخصوصيات الحضارية للأمة وهو ينفتح على الحداثة آخذا بوسائلها، فإن الكرة التي ألقى بها في ميدان الثقافة أصحبت الآن في مرمى كل من المثقفين:
- كتابا وفنانين،
- ومسرحيين،
- وسينمائيين من ناحية،
- والسلطات المشرفة على قطاعات الثقافة والنون من ناحية أخرى.
فهل يجد الدكتور والباحث الاجتماعي الذي قدم، خلال الحلقة المتميزة، جهدا بالغا حول اهتمام نادر هو بحق من جعل منه وحده هاجسا يسكنه، شديد الحساسية وبالغ الأهمية لمضمون أية عملية صادقة، علمية ومنهجية ترمي إلى التنمية العقلية والعلمية والفكرية للطفل الذي هو اللبنة الأولى في بناء سرح الأمة الواثقة والثابتة أمام كل تحديات البناء والبقاء؟
من خاتمة عن أدب الأطفال:
"ستَبقى الطُّفولة في كلِّ الأزمنة والأمكنة، هي القِبْلة الأولى التي تتَّجِه إليها كلُّ الجهود التنمويَّة، وستُقاس حضارات الأمم على أساس ما تُخصِّصه للأطفال مِن وسائل التعليم والتَّثقيف، والأُمَّة التي تتخلَّف عن هذا المِضْمار ستَجِد نفسها وحيدةً في ذيل الركب الأممي".
الولي سيدي هيبه