سجن المهندس مولاي.. غلطة الاستاذ بوعماتو التي شابته!

اثنين, 01/20/2020 - 10:14

قيل أن من عز بإقبال الدهر ذل بإدباره ، ومن عز برضى الله ظل عزيزا .

وفي الوقت الذي ينتظر الشعب الموريتاني قدوم أحد ابرز رجال أعماله محمد ولد بوعماتو ، يبقى جرحا نازفا قد لا يلتئم قريبا كان قد احدثه الجشع لم يراعى فيه ماضيا ولا مستقبلا ولا حرمة ، بل كان الدافع الحقيقي وراءه هو نهب شركة سونمكس، وقد نهبت!.

قد يتجاوز التاريخ عن الاستاذ بوعماتو مراحل حالكة من تاريخه ابتداء من شائعات تمرده على الطباشير مرورا بغمار حلوى كوجيترم وقصة الاستيلاء على أموال الرئيس معاوية المشبوهة ، ونهب ثروات الشعب الموريتاني وإفلاس المؤسسات وتصدير السموم ، ونشر الأمراض الخطيرة بين المواطنين ، لكن ظلمه للمهندس مولاي العربي غلطة عمر لن يتجاوزها التاريخ ولا الجغرافيا .

ولعل رجل الاعمال لم يكن يدرك أنه ما اجتمع قوم على ضلالة إلا تفرقوا على عداوة .

سنة ونصف من سجن المهندس مولاي العربي كانت كافية لنهب أكبر شركة وطنية ، وردمها حية ترزق.

كان المهندس مولاي العربي ولد مولاي امحمد ملتزما ونزيها ، وكان صادقا عندما قال  في محاكمته بتھمة ملفقة عنوانها الفساد واختلاس أموال الدولة " یمكن سجني بالسیاسة ولكن لا یمكن أن أسجن بالریاضیات والمحاسبة"

حاش والله

وبالفعل كانت السیاسة وشهيتهم المفتوحة لأكل المال العام ھي الدافع الأساسي لسجنهم المھندس مولاي العربي لمدة سنة ونصف ، وذلك إثر حملة قویة استھدفته من خلال مجموعة من الخصوم أبرزھم رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو ومجموعة أھل "غدة" استطاع مولاي العربي في فترة وجیزة، أن یعید شركة سونمكس إلى عھدھا القوي والمؤثر في السوق.

وللتذكير فقد غادر المهندس إدارة الشركة وهي تملك 16 ملیار في حساباتھا وتتحكم في أكثر من 40 %من واردات السوق من المواد الغذائیة .

تمكن الخصوم عن طريق القرابة من قطع شعرة معاوية بين المهندس وھرم السلطة.

حيث توترت العلاقة سریعا بین مولاي العربي وعدد من كبار المسؤولین بمن فیھم الرئیس الأسبق محمد ولد عبد العزیز .

اتسعت رقعة الخلاف عندما رفض مولاي العربي اعتماد محمد ولد السبیعي مدیرا مساعدا لسونمكس رغم الضغوط التي مارسھا عدد كبیر من المسؤولین من أجل تعیین ولد السبیعي الذي سیظھر بعد ذلك متھما في ملفات أخرى في شركة سونمكس رفض مولاي تسدید ما یراه دیونا وھمیة لولد بوعماتو على سونمكس.

رفض مولاي العربي شراء شحنات من الأرز من مجموعة أھل غدة رفض مولاي العربي ضغوط الوزیر الأول السابق یحیى ولد أحمد الوقف لشراء كمیات من الأرز الفاسد وھي الكمیات التي اشترتھا مفوضیة الأمن الغذائي یومھا وأدت إلى سجن ولد الوقف لاحقا.

اشتد غضب المسؤولین واجتمعت كلمتھم على إقالته وبدأ المسار عبر رسالة اتھام من رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو بشأن ما یراه فسادا وسوء تسییر قام به ولد مولاي امحمد.

اعتقل مولاي العربي بعد فترة وجیزة من وصول الرئیس محمد ولد عبد العزیز إلى السلطة قبل أن یتم الإفراج عنه بعد صدور حكم ببراءته وذلك بعد أن لبث في السجن سنتین حیث خرج رفقة خلفه محفوظ ولد آكاط.

دخلت سونمكس بعد مولاي العربي في متتالیة من الانھیار حیث بدأت تتنازل عن الاستیراد لعدد من رجال الأعمال أبرزھم لعمر ولد ودادي ومجموعة أھل غدة.

في مرحلة لاحقة ستشھد سونمكس فضائح متلاحقة تنتهي بدفنها إلى اللحد حية أمام الجميع.

وهكذا كان اجدر بولد بوعماتوا واهل غده ان يستغلوا نفوذهم لنهب سونمكس دون المساس بشخص المهندس مولاي وتلفيق التهم ضده ، وذاك منكر وظلم ، والدول تستقيم على الكفر ، لكنها لا تستقيم على الظلم لأن ظلم العباد سبب لخراب البلاد ، ولن يسامحهم الله.

وصدق الله العظيم حين يقول (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا )

مولاي الحسن لموقع "صوت"