كان واضحا للعيان أن اليُمن والخير والبركة قد حلوا ببلادنا حين تسلم فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني مسؤولياته واختير رئيسا للبلاد من قِبل شعبه ,فالتوفيق والحظ يسيران في ركابه حيثما ولى وجهه ,وما ذاك الا لصدق عزيمته ,ونقاء سريرته ,وتفانيه في خدمة وطنه , وتأتي زيارته التاريخية هذه الايام لدولة الامارات الشقيقة في هذا الاطار.
فمنذ الاعلان عن زيارة مرتقبة لفخامة رئيس الجمهورية لدولة الامارات العربية المتحدة والعيون ترنو والقلوب تهفو إلى عاصمة الجود والكرم ,عاصمة البذل والعطاء"أبو ظبي" , إلى حيث يرقد أعظم وأعدل وأحكم قائد عربي عرفه العصر الحديث : المغفور له بإذن الله تعالى / صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ,طيّب الله ثراه.
إن اختيار فخامة رئيس الجمهورية لأبو ظبي كأول عاصمة عربية يقوم بزيارتها بعد توليه مقاليد السلطة ,ليس صدفة ,وليس اعتباطا فقَدَرُ الامارات أن تظل دائما في موقع الصدارة ,وفي موقع الريادة لِما تحظى به من مكانة عالية في نفوس العرب جميعا وفي قلوب الموريتانيين خصوصا.
وقد تجلت مظاهر تلك العلاقة التاريخية والوشائج القوية التي ربطت عبر السنين بين البلدين والشعبين الشقيقين في ما حظِيَّ به فخامة رئيس الجمهورية من استقبال وحفاوة بالغة من قِبل أخيه الفريق أول / سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الامارات العربية المتحدة وأشقائه أنجال الراحل الكبير زايد الخير ,زايد المحبة والعطاء ـ طيّب الله ثراه.
لقد قام المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ زايد بزيارة لموريتانيا سنة 1974 ,ومنذ تلك اللحظة وأنهار العطاء الإماراتي تجري رقراقة منسابة تحمل كل أنواع الخير والمساعدات السخية التي تصب في شرايين ومفاصل المشاريع التي يستفيد منها الموريتانيون وتساعدهم على تجاوز المحن والازمات ,وما زالت تلك الانهار متدفقة حتى اليوم ,وليس تقديم الامارات لملياري دولار كمساعدة لبلادنا وشعبنا اليوم في احتفال مشهود إلا دليل واضح على مواصلة النهج وتدفق شلال العطاء.
نعم ..لقد كان الشيخ زايد ـ رحمه الله ـ أمة لوحده في حياته وبعد رحيله , كمالا يزال أنجاله كواكب ونجوما في سماء الامة ,وقد صدق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي حين قال في الشيخ زايد بعد رحيله :
زلزل الأرضَ مُصابُ العرب
وتلاقى شرقُها بالمغــــــرب
أين من يَعرُب مَن يرشـــدها
أين مِن يَعرب شيخُ الموكب
لم يكـــن زايد فيـــــنا واحدا
بل هــــو الأمّة حيـــن النُوَّب
نَم قريرَ العيــــن بعــد التعب
يا أبي الأكبر من بعد أبي
أنت ما كنــــــــت لشعـــــبي قائدا
بل زعيماً لجمـــــــيع العرب
وفق الله قائدنا ـ فخامة رئيس الجمهورية ـ وأعانه ,فلقد كان محقا وموفقا في اختياره لدولة الامارات الشقيقة كأول محطة عربية يفتتح بها زياراته المستقبلية للدول العربية ,وسيعود منها ـ بحول الله ـ مظفرا بعد حصوله على أكبر مساعدة في تاريخ بلادنا منذ الاستقلال ,تقترب من حاجز "الترليون" أوقية قديمة ,وتشمل المجالات الاقتصادية والثقافية والعسكرية والامنية ,فله منا كل التقدير والعرفان بالجميل ,ولأشقائنا في الامارات كل المحبة والشكر.
بقلم/ زهراء نرجس رئيسة تيار المسار