نشر موقع "برايت سايد" الأمريكي تقريرا استعرض من خلاله الطرق التي بإمكانك اتباعها لمعاقبة طفلك دون أن تزعزع احترامه لذاته وثقته بنفسه.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الآباء والأمهات يعتقدون أنهم يتبعون طرقا سليمة في تربية أطفالهم. ولكن الحقيقة هي أن بعض البالغين لا يستطيعون التحكم في عواطفهم، فيعاقبون أطفالهم أكثر مما يستحقون. لكن لهذه الطريقة عواقب سلبية على نفسية الأطفال. وفيما يلي، إليك بعض توصيات الخبراء التي من شأنها أن تساعدك في التعامل مع هذه المواقف.
1. إذا لم يكن لدى الطفل نوايا سيئة، فلا ينبغي معاقبته
وأوضح الموقع أن الأطفال في معظم الأحيان لا يحاولون إيذاء أي شخص، بل يريدون فقط اكتشاف العالم من حولهم. ينبغي دعم الأطفال أثناء سعيهم للتعلّم حتى لو أدت أفعالهم إلى مواقف سيئة. وعند معاقبة الأطفال على حوادث غير مقصودة، فإن الوالدين يجعلان من الطفل شخصا مترددا. نتيجة لذلك، يخضع الطفل للأوامر لأنه أصبح يجيد التصرف بحضور شخص قوي، لكنه لن يستطيع اتخاذ قراراته الخاصة ولن يكون شخصا مسؤولا عندما يكبر.
2. اختلاف الاقتراحات عن الأوامر
أفاد الموقع بأن معظم الآباء يعتقدون أن الطرق التقليدية للتربية هي الصحيحة، فيتّبعون نفس المعايير التربوية التي اتبعها آباؤهم. لكنهم لا يدركون أن هناك فرقا كبيرا بين الأمر والاقتراح. لذلك، ينبغي ألا تعاقب أطفالك إلا إذا أمرتهم بالقيام بشيء أو عدم القيام به ولم ينفذوا ما قيل لهم.
وإذا كان الطفل قويًا ومستقرًا عاطفيا وتعرض للعقاب بسبب معارضته لاقتراح، فسيكون الأمر عاديا بالنسبة له. أما إذا كان الطفل حساسا، فيمكن للعقوبة أن تؤذيه. عندما يكبر الطفل الحساس، يمكن أن يجعله هذا الأمر يتّبع أوامر جميع الأشخاص الذين يحترمهم لأنه سيكون خائفا من العواقب.
3. ينبغي ألا تكون العقوبة عاطفية
نوه الموقع بأنه إذا كان الطفل لا يريد أن يطيع الأوامر، فإن بعض الآباء يغضبون ويصبحون غير قادرين على التحكم في أفعالهم. وغالبًا ما يكون سبب ذلك التوقعات الكبيرة المنتظرة من الأطفال، وعندما تتعارض هذه التوقعات مع الواقع، يصبح الآباء غير راضين. في الحقيقة، ينبغي قمع هذه المشاعر. فإذا كان الطفل سريع التأثر، فيمكن أن يواجه مشاكل في المستقبل بسبب كل ذلك الصراخ. ويقول علماء النفس إنهم ربما يعتمدون في المستقبل على أشخاص يتمتعون بمكانة اجتماعية عالية.
4. العقاب في الأماكن العامة غير مقبول
بيّن الموقع أن العقاب العلني يجعل الأطفال محرجين وغاضبين. وبالمثل، فإن مكافأة الأطفال في الأماكن العامة يمكن أن تحوّلهم إلى أشخاص متعجرفين للغاية. إن الطفل الذي يُعاقَب في الأماكن العامة دائما ما يشعر بالإهانة ومن المتوقع أن يكرر الموقف. أما عندما يكبرون، يمكنهم أن يتحولوا إلى أشخاص يعتمدون تمامًا على رأي الأغلبية ولن يتمكنوا من اتخاذ قراراتهم بأنفسهم.
5. إذا هددت بالعقاب، ينبغي عليك تنفيذه
أكد الموقع على أهمية تنفيذ العقاب إذا هدد الوالدان بذلك. حسب علماء النفس، إن الوعود الكاذبة أسوأ من عدم وجود عقوبة على الإطلاق. يدرك الأطفال بسرعة أنها مجرد كلمات يلفظها الآباء، لذلك فإن ثقتهم بهم تتزعزع. كما يصبحون عاجزين عن التمييز بين الخير والشر. وفي حال التخلي عن العقوبة، ينبغي على الآباء أن يفسروا لأطفالهم أن هذا السلوك غير طبيعي.
6. عندما لا تعرف من هو المذنب، عاقب الجميع
قال الموقع إنه إذا كان أحد الوالدين غير متأكد من المذنب، فينبغي ألا يعاقب واحدا فقط. في حالة وجود طفلك مع صديق، ينبغي ألا تنتقد الأطفال الآخرين على الإطلاق. أما إذا كانوا مع إخوانهم أو أخواتهم، فعاقب الجميع. إذا لم تقم بذلك، فسوف يتضرر الطفل الذي عاقبته ويمكن أن يصبح كبش فداء في المستقبل. في المقابل، سوف يتمتع الأطفال الآخرون الذين لا يطالهم العقاب باحترام الذات المتضخم والشعور بالحصانة الكاملة التي لن يكون لها تأثير إيجابي على حياتهم المستقبلية.
7. ينبغي معاقبة الأطفال على مخالفاتهم الحالية فقط، وليس بسبب أخطاء الماضي
أورد الموقع أن واحدة من أهم قواعد تربية الطفل هي "العقاب ثم الغفران ثم النسيان". إن الطفل الذي يُعاقَب باستمرار على أخطائه الماضية لا يمكن أن يكون شخصًا قويًا، بل سيكون خائفا من تجربة أشياء جديدة. سيكون من الصعب عليه التعلم من أخطائه. علاوة على ذلك، إذا اكتشف الآباء شيئًا سيئًا قام به الطفل بعد وقت طويل من حدوثه، فإن علماء النفس لا يوصون بالعقاب.
8. ينبغي أن تكون العقوبة مناسبة لسنهم وهواياتهم
ينبغي أن يكون نظام العقوبة واضحًا ومتوازنًا. لا تمنح نفس العقوبة للأخطاء الصغيرة والكبيرة. يجدر بك أن تأخذ بعين الاعتبار سن الطفل وتفضيلاته. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن للطفل الذي يتلقى نفس العقاب على أشياء مختلفة أن يبني نظامًا جيدًا من القيم الأخلاقية لأنه لا يمكنه تحديد الفرق بين أهمية الأشياء.
9. لا تستخدم كلمات سيئة أو مشينة
أكد الموقع أن علماء النفس يوصون باستخدام مفردات محايدة فقط عند الشعور بالغضب. وفي الواقع، يمكن أن يعاني الأطفال الحسّاسون من تدني احترام الذات، ويمكنهم تذكر الأوقات التي تستخدم فيها الوالدة أو الوالد كلمة سيئة. هذا أكثر خطورة بالنسبة للفتيات، لذا كن حذرًا جدا في التعامل معهن.