في كلّ مرّة يتمّ التشكيك في ثروات رجال اعمالنا ومصادر ثروتهم ، سواء التي الفناها ، ام المولودة بين ليلة وضحاها ، نقطع الشك باليقين ان شعبا كاملا قد نهبت ثروته من طرف اقلية عزت بإقبال الزمان فنهلت من المال ما اتسعت له شهيتها.
وكلما نبشنا جانب الثروة في موريتانيا فاحت رائحة الصفقات والشبوهة، والكسب غير المشروع ، أو الإثراء غير المشروع، أو بشكل أدق وأشمل سرقة المال العام.
دأبنا ونحن العامة على ثوابت ابرزها ، أنه وفي كلّ مرّة تتعاقب الانظمة على الحكم في بلدنا ، تعود خلالها موضة مكافحة الفساد إلى الأسواق السياسية ، ويحلّ موسمها، يبدأ التخويف بالتحقيق والتفتيش والملاحقة "ثم يهمس بعضنا "اخليتو" وآخرون "الا اتحزم الديك لا اتخاف اعل روص لسراح" وهذا تكون النتيجة غالبا ، تم القبض على سارق انتشل عودا من فم سيدة كانت تستاك به قرب مرصت كبيال.. الحمد لله؟
في بلد غني مثل موريتانيا!!، ينوء بافقر شعب!! ، قد يتحول فيه أصغر الاطفال إلى اكبر رجالات الاعمال ليس وطنيا فقط ، تنتصب شبكة من رجال الاعمال ، اتسعت على فترات من تاريخ شعب حافل بالنهب والاحتيال والسرقة ، ما يفيد ان نهب المال العام يعني الأعمال في موريتانيا.
رجال اعمال تعجب البعض من ابداعهم في سرعة التحول من المدقع إلى الفاحش في غياب أي سلم تدرجي قد يُثني الاصابع الممدودة نحوهم.
من التعليم وغبار الطباشير إلى ملكية المصارف ، ومن التسكع في الأسواق إلى امتلاك البنوك والمصاريف ، ومن التردد على اوكار القمار إلى ملكية القصور ، ومن تدريس القرآن إلى امتلاك الفنادق ، ومن الحياة العسكرية إلى امتلاك الاساطيل البحرية .. دون معرفة هل تتفق هذه الأموال مع مداخيلهم العادية؟.. هذه هي موريتانيا.. بصراحةّ.
تكدست أموال الشعب الموريتاني بايادي رجال اعمالها دون أي حق ، ولكن.. عندما يُعرف السبب يبطل العجب.. وخاصة في غياب تام لمبدأ "من أين لك هذا" وهاهي هنالك!!!
فعندما تصادف عاملا عاجزا عن شراء دواء لأبنه ، فاقرعه منا السلام وقل له.. هناك!!
وعندما ترى اسرة عجزت عن مكان تحتضن فيه ابنائها ، فاقرعها منا السلام وقل لها.. هنالك!!
وعندما تجد شابا هائما تتغلق الفرص أمامه ، ويستدير به الحظ العاثر نحو بلاد بني الأصفر ، فاقرعه منا السلام وقل له.. هنالك!!
وعندما تسمع صبي يبكي ليلا من حرقة الجوع.. فأيقظ والديه واقرعهما منا السلام وقل لهم.. هنالك!!
لك الله يا موريتانيا.. فمن لشعب تم نهب ثروته كاملة على مر السنين؟ لست أدري!! .. فالنبدأ من جديد!!!
أما أنتم.. فانتفخوا حتى تتحولوا إلى ضفادع.. لكنها أموال الشعب الموريتاني
مولاي الحسن مولاي عبد القادر لموقع "صوت"