في خضم معلومات توصلنا إليها موقع "ضوت" عن صفقات بعضها مثير وبعضها محير ، تم الاستحواذ عليها من طرف اتحاد ارباب العمل الموريتاني ، حيث تم ابرام بعضها في الظلام ، وبعضها عنوة .
ومن ابرز هذه الصفقات التي سنتناول صفقة مثيرة يتحكم الاتحاد بموجبها بعائدات السوق وضرائبه ، سوق السبخة (مرصت سينكييم) وهو أكبر الاسواق في العاصمة نواكشوط ، والمملوك للبلدية ، حيث يتولى اتحاد ارباب العمل الموريتاني الايجار ، وليس الاجار وحده ، بل يتولى تحصيل الضرائب بحجة اتفاق مع إدارة الضرائب.
وقبل تناول الموضوع نعرج في هذا التحقيق الاستقصائي على اتحاد ارباب العمل الموريتاني بصفة عامة من التداخل السياسي والاقتصادي ، وهة الاتحاد الذي طالما اتهم في موريتانيا بمصادرة حقوق العمال ، وبتعطيل مدونة الشغل في نسختيها الأولى والثانية ، وتغويض الاتفاقيات الجماعية والدولية.
ولطالما انحازت الحكومات المتعاقبة للاتحاد وشكلت معه ثنائيا ، لتعطيل الالتزامات الوطنية والدولية اتجاه حقوق العمال والعاملين .
ويعتبر الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين مؤسسة وطنية تجمع النقابات المهنية كافة، وقد تأسس منذ السنوات الأولى للاستقلال وهو عضو في المنظمة الدولية للمشغلين وعضو لفترات في مجلس إدارة المنظمة الدولية للعمل، وعضو في لجنة الحريات النقابية في المنظمة العربية للعمل، وعضو مؤسس لـ»بزنس آفريكا» ولاتحادية منظمات أرباب العمل في غرب إفريقيا.
معاوية يقدم موريتانيا هدية لأقاربه
شهد اتحاد ارباب العمل نقلة نوعية في بدايات عهد الرئيس السابق معاوية ولد سيد احمد الطايع ، كانت الهدوء الذي يسبق العاصفة.
وفي منتصف فترة معاوية انضم اتحاد ارباب العمل مع جميع المسخرات لخدمة أقارب الرئيس ، ورشح الأخير الاستاذ محمد ولد بوعماتو، ضمن استيراتيجية ذكية، لمصلحة أقاربه من رجال الأعمال، والتضحية برجل الاعمال الصاعد في الواجهة، وتلك كانت شعرة معاوية بين معاوية وبوعماتو ، وفي المقابل أثرى بوعماتو، ثراء فاحشا خصوصا بعد ترأسه لإتحاد أرباب العمل، قبل أن يحيل رئاسته إلى ابن عمه احمد باب ولد اعزيزي ، وهو أحد المقربين منه سياسيا ، حتى قيل انه يحكم بالوكالة عن ولد بوعماتو.
نفذ ولد بوعماتو من خلال نفوذ ارباب العمل، إلى العالم الخارجي ، ليرتبط بشبكة علاقات دولية بإمتياز، مافيوية أحيانا "فرانس آفريك"، وغيرها مما هو مستور مثل الصلة بالمخابرات الليبية، زمن القذافي، فبوعماتو من ضمن الأصدقاء الخصوصيين للسنوسي وربما القذافي نفسه حسب آخرين.
صفقة السنوسي
وفي فترة ولد عبد العزيز انقطعت شعرة معاوية بين بوعماتو وولد عبد العزيز لدرجة اتهام ولد بوعماتو بتنفيذ حادثة "قصة أطويله" في بعض الأوساط ، ضمن رواية تم حبكها شعبيا ، تضمنت تفاصيلها عملية اغتيال بأمر من السنوسي، عبر صحراوية "فاتنة" بإطلاق النار في نواكشوط يوم السبت13 أكتوبر2012 على ولد عبد العزيز، وبمسدس كاتم للصوت، قرب مدرسة "دار العلوم" الخصوصية بلكصر، فيما اعتبر ما سوى ذلك من فبركة من اعداد عزيز واخراج غزواني .
لجأ ولد عبد العزيز إلى البدائل السريعة فعجم عيدانه ، فكان مالك البنك ولد تاج الدين أول خيارات عزيز ، قبل لقاء له بالعلامة عبد الله ولد بيه ، قيل أنه اوصاه على مدير CDI لبيع الاجهزة المعلوماتية ، مقابل تذليل صعاب أخرى لصالح الرئيس.
فقرر عزيز استبدال الظهير الامامي لولد بوعماتو المتمثل في الرئيس احمد باب ولد اعزيزي ، بالمدير محمد زين العابدين ولد الشيخ احمد ، فكان للإعداد والإخراج الوزير الاول السابق يحي ولد حدمين .
دق ولد اعزيزي ناقوس الخطر ، وأطلق معية ولد بوعماتو حملة تحسيسية واعلامية دولية.
وأظهر بيان نشره رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين السابق أحمد بابا ولد أعزيزي «أن المسؤول الحقيقي عن الأزمة المشتعلة منذ فترة بين الحكومة والاتحاد إنما هو شخص رئيس الوزراء في عهد عزيز يحيى ولد حدأمين وتدخلاته في قضايا الاتحاد» وما ذاك إلا بإيعاز من عزيز.
فقد أكد ولد اعزيزي في بيان وجهه إلى علم الرأي العام الوطني والدولي «أنه واجه تدخلاً من طرف رئيس الوزراء يحيى ولد حد أمين في تجديد هيئات الاتحاد، وذلك في خرق سافر لمبدأ الحرية النقابية وحرية التجمع المكفولة دستورياً وقانونياً وبمواثيق العمل الدولية».
وأوضح ولد عزيزي انذاك «أن هذا التدخل غير المقبول تمثل، من بين أمور أخرى، في دعوة وجهها رئيس الوزراء لرؤساء النقابات المهنية المشكلة للاتحاد الوطني لأرباب العمل، وهي دعوة وجهت لهم فرادى قبل أن يفاجأوا بحضورهم جميعاً أمام رئيس الوزراء الذي ألقى خطاباً أعطى فيه تعليمات بتجديد هيئات الاتحاد وتحديداً بإبعاد رئيس الاتحاد أحمد بابا ولد اعزيزي».
وأكد ولد اعزيزي «أن لجنته التنفيذية المشكلة في غالبيتها من رؤساء النقابات المهنية سبق لها أن اختارت رئيس الاتحاد مرشحاً لخلافة نفسه في اجتماعها المنعقد يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر 2015 والموثق في محضر اجتماع تحت رقم 007/2015».
وأشار إلى «أن رئيس الوزراء هدد بحرمان النقابات والاتحاد الوطني من أي تعاون مع الحكومة، وأكثر من ذلك هدّد بحل الاتحاد وتأسيس هيئة جديدة لأرباب العمل».
وزاد قوله «وعندما تدخل أحد الحاضرين لاجتماع قادة النقابات مع رئيس الوزراء ليؤكد أن تجديد الهيئات النقابية يجب أن يتم بحرية وديمقراطية وفي احترام للنصوص رد عليه رئيس الوزراء قائلاً: ليست هناك ديمقراطية، ورفضكم لهذه التعليمات سيكلفكم غاليا».
يتبع...
مولاي الحسن لموقع "صوت"