نشر موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي تقريرا، تحدث فيه عن بحث أظهر أن النساء اللاتي حصلن على ترقية حديثا كن أكثر عرضة للطلاق مقارنة بزملائهن من الرجال.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن بحثا حديثا شاركت في تأليفه الأستاذة في جامعة ستوكهولم السويدية، جوهانا ريكن، كشف أن النساء اللاتي حصلن على ترقيات هائلة في العمل كن أكثر عرضة للطلاق. ودرس هذا البحث الرجال والنساء الذين يعملون في شركات خاصة تشغل حوالي مئة موظف، وكشف أن النساء المتزوجات هن أكثر عرضة للطلاق بعد ثلاث سنوات من الترقية إلى منصب مدراء تنفيذيين مقارنة بزملائهن الذكور.
فضلا عن ذلك، فحص الباحثون سجلات الموظفين في القطاع العام على امتداد ثلاثة عقود. وقد تبيّن أن النساء المرشحات للمناصب العامة هن أكثر عرضة للطلاق إثر نجاحهن في الحصول على هذه المناصب المرموقة. فضلا عن ذلك، اتبعت الطبيبات والعاملات في وكالات إنفاذ القانون والمؤسسات الدينية اللاتي حصلن على ترقيات كبيرة هذا الاتجاه.
وأشار الموقع إلى أن الباحثين توصلوا إلى أن التوتر والخلافات التي تحدث بعد الحصول على الترقية قد يكونان السبب في ذلك. وحين يواجه الأزواج تحولا جذريا في الأدوار، قد يتسبب ذلك في حدوث مشاكل، بما في ذلك تراجع الوقت الذي يقضيانه معا، والتغيرات التي تحدث في تقسيم المهام المنزلية؛ لذلك يمكن أن تؤدي الترقيات إلى الطلاق.
ونوه الموقع بأن الأمور التي تعدّ جزءا لا يتجزأ من وضع المدير التنفيذي يمكن أن تشكّل ضغطا متزايدا على العلاقات أيضا، حيث يصعب على بعض الأزواج التعامل مع قضاء ساعات طويلة في المكتب، والتمتع بمكانة بارزة في المجتمع، والسفر بشكل مستمر. بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن يشعر الأزواج بالقلق إزاء التوازن القوى في علاقتهم مع زوجاتهم.
وذكر الموقع أن المديرة التنفيذية السويدية البالغة من العمر 39 عاما، تشارلوت ليونغ، تشرف على مجموعة دعم على مواقع الإنترنت مخصصة للمطلقات. وأبلغت هيئة الإذاعة البريطانية أن البحث الذي أجرته ريكن يعكس التجارب في حياتها الخاصة، بالإضافة إلى شبكة النساء اللاتي قابلتهن.
وحيال هذا الشأن، قالت ليونغ: "غالبا ما يجد الرجال اليوم الأمر في البداية مثيرا للاهتمام، ويعبّرون عن رغبتهم في تقديم الدعم، وهو أمر إيجابي للغاية، لكن بعد مدة وجيزة، عندما يصطدم الزوجان بالواقع، يصبح من الصعب على الرجال التعامل معه". وأضافت ليونغ مازحة أنه "كلما كانت المرأة ناجحة، زاد احتمال طلاقها".
وأورد الموقع أنه، لحسن الحظ، يمكن للمرأة أن تقلل من فرصة حدوث الطلاق خلال حياتها المهنية، وذلك بحسن اختيارها للشريك المناسب، حتى يكونا متقاربين في السن، وتكون العلاقة بينهما متساوية. وذكر البحث أن حالات الطلاق التي تحدث بعد الحصول على ترقية مهنية تكون أكثر شيوعا بين الزوجات الأصغر سنا، واللاتي يحصلن على قدر أكبر من إجازة الأمومة.
وفي حقيقة الأمر، يساهم تقارب الأزواج في السن في التقليل من احتمالات حدوث الطلاق؛ لأن ذلك يساهم في خلق نظرة أكثر مساواة حول الأدوار بين الزوجين. ونتيجة لذلك، يكون هؤلاء الأزواج أقل عرضة إلى طلب الطلاق بعد الترقية.
وأفاد الموقع بأن وضع أهداف وتوقعات على المدى الطويل يعدّ طريقة فعّالة لتجنب مشاكل الزواج المحتملة بعد الحصول على الترقية. وفي هذا الإطار، ينبغي أن يناقش الرجال أهدافهم المهنية طويلة الأمد مع زوجاتهم، واللجوء إلى مستشار العلاقات الزوجية للتعامل مع أي مشكلة قد تواجههم. يمكن أن يساعد هذا الأزواج على استكشاف التحديات الشائعة التي تنشأ بعد حصول الزوجات على الترقية. وفي بعض الأحيان، مجرد إدراك هذه القضايا يمكن أن ينقذ الزواج من الانهيار.
لكن أحيانا أخرى، يصبح الطلاق ضروريا؛ نظرا لوصول العلاقة الزوجية إلى طريق مسدود. وقد جعلت إجراءات الحضانة والقواعد الاجتماعية المتغيرة الطلاق خيارا أكثر جدوى بالنسبة للمرأة العاملة. وعلى الرغم من أن عملية الطلاق قد تكون طويلة وصعبة، بيد أن الطلاق في هذه الحالات كثيرا ما يعدّ الخيار الوحيد أمام الطرفين لتحقيق السعادة.
وبيّن الموقع أن الطلاق أضحى اليوم تجربة تحظى بقبول أكثر في المجتمعات، لأنها قد تكون تجربة إيجابية بالفعل. ومع ذلك، من الجيد أن يكون لديك خطة للتعامل مع هذه التجربة. في هذا السياق، يوصى بإنشاء جدول يومي والالتزام به؛ لأن ذلك سيساعدك على الشعور بالتماسك خلال الأوقات الصعبة وغير المستقرة.
فضلا عن ذلك، ينبغي على النساء التواصل مع المحامين للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات حول ترتيبات الطلاق. وكلما زادت معرفتهن بالعملية القانونية، قلّ احتمال شعورهن بالإجهاد. يمكن للمحامين أيضا تقديم المشورة بشأن كيفية الوصول إلى مجتمعات الدعم للمضي قدما في حياتهن بشكل أفضل.
وفي الختام، خلص الموقع إلى أن التعرف على الخيارات المتاحة للمرأة، ومهما كان القرار الذي ستتخذه، من الضروري الحصول على استشارة أخصائيين في القانون والصحة النفسية، وممارسة الرعاية الذاتية، وعدم التفكير في الماضي.