شهد الحقل الاعلامي في عشرينية الرئيس السابق معاوية مشاكل جمة ، مثله مثل جميع القطاعات ، التي تم تذليلها خدمة لمعاوية وبطانته ومن يليه.
لم يكن الاعلام سوى احدى السلطات التي تجمعت بيد الرئيس ، مثلها مثل جميع مقدرات البلد التي ابدع الرئيس في سوء استخدامها.
تناوب معه كرها الرئيس السابق ولد عبد العزيز ، وكانت عشريته احسن تصرفا نسبيا ، وتسييرا بصفة عامة من حيث اعتبار الدولة مع ما شاب ذلك من ممارسات ليس لها آخر ، إلا انه لم يترك وسيلة او ممارسات يمكن ان تساهم في تقزيم الحقل الاعلامي وتمييعه إلا ابدع فيها ، من تحويل الحقل الاعلامي إلى مرقص لكل من دب وهب ، مرورا بمحاصرة المؤسسات الاعلامية مهنيا ، وماديا من أموال الشعب ، وكأنه يمنح لهم من ماله الخاص ، مرورا بحبسهم والبصاق في افواههم ، وإطلاق اسم الصحفي على المخنثين والمنافقين والمصفقين والمتسولين ، إلا ان اصحاب مهنة المتاعب حافطوا على وجودهم بالانسحاب من المشهد وممارسة المهنة بعيد عن البلاط والاغراءات ، لتظل المهنة حاضرة يصنفها متطفلي الحقل ، هذه الصحافة الجادة وتلك ليس جادة مع ان الفترة لم تكن جادة بصفة عامة .
تنازل عزيز لرفيقة غزواني ، وتم التناوب على السلطة في انتخابات ، اختار الشعب خلالها برنامج الرئيس الحالي ولد الغزواني ، استبشر الجميع خيرا ، ولم يكن الحقل الاعلام الموريتاني سوى احدى السلطات حسب ما تمليه الديمقراطية التي خولت للرئيس حكم البلد بالاغلبية.
ولكن وبعد قرابة ثمانية أشهر هاهو الاعلام المستقل تائه ولسان حاله يقول "رحم الله الحجاج ما اعدله " ، هكذا توقفت الصحف والجرائد المستقلة عن الصدور ، وقد تلحق المواقع الالكترونية بهما بسبب رشح الحكومة الحالية ، فقد كان ولد عبد العزيز يعطي الاعلام المستقل عطاء من يخاف الفقر أو من يعطي من جيبة ، إلا أنه كان يراقب العطاء المتواضع حتى يصل إلى المستهدفين به ، ولا احد يجرؤ على الاستيلاء على مخصصات من مال الشعب زهد الرئيس السابق فيها ليمنحها لجهة أخرى ، بينما العكس ، فقد اصبحت تبرير المخصصات لجهات معينة وتمريرها إلى مجموعات أخرى وهو ما حصل مع صندوق دعم الصافة من طرف لجنة تسييره المثيرة للاشمئزاز.
فقد دفعها الاستخفاف بعهد الرئيس الجديد وشعاراته البراقة ، وتوجهاته الداعية إلى العدل والمساواة ، إلى الاستيلاء على مخصصات دعم الاعلام المستقل بوضح النهار في اكبر فضيحة تم تنفيذها في مباني الهابا وبإشراف من وزارة الثقافة ، في سابقة استيلاء شهد الجميع على فصولها.
فرحم الله الحجاج ما اعدله.. وعلى الاعلام السلام!
مولاي الحسن
اقرأ أيضا
شكوى من لجنة تسيير صندوق الصحافة إلى رئيس الجمهورية