قد لا يكون فيروس كرونا ابرز وباء في موريتانيا بوصفه جائحة منتشرة في انحاء العالم ، وليست الدولة مسؤولة عن وجوده ، وإنما مسؤولة عن الوقاية منه .
فهنالك من الجوائح ما صنعته موريتانيا من رحيم الفساد واستغلال النفوذ من هو أكثر خطرا على موريتانيا من كورونا.
رجال الأعمال في موريتانيا سرعة عند اقتناء الصفقات.. واختفاء عند المصائب ، وذاك سر قصة بقاء شعب موريتانيا الفقير على ارضه الغنية.
قرابة 24 ساعة بعد اعلان وصول فيروس كورونا إلى داخل موريتانيا ، تثاؤب ونوم عميق ، بعد ان نهشوا اموال الشعب المهدد ، فلا تسمع إلا همسا.
لا مبادرة.. ولا مؤازرة.. جمعوها وجلسوا عليها مهددين بنقلها او إشعالها .
إنّ القلوب لتمرض وإنّ النّفوس لتسقم، وإنّ كثيرًا من النّاس ليبتلى بالبخل والطمع متناسيا هم وغم الآخرين.
وقد يظنُّ بعض القُراء أنّ في هذا الحديث تحطيمًا للطّموح، وتقييدًا للتّفكير، اوقتلاً لروح التّنافس الشّريف، أومنعًا للنّاس من التّقدّم والازدياد من الخير.. ولكن ليس الأمر كذلك!!.
الا ان للطموح حدود غير مرسوم في موريتانيا ، وللتفكير آفاق لا تدفع بالضرورة للثراء من المال العام ، وللتنافس الشريف روح لكنها ينبغي ان تكون في ظل تكافؤ أمام الجميع ، وقد يتقدم من يتأخر ويزداد مالا من ينتقص في اعين الناس.
ومن كانت الدنيا مناه وهمه***سبته المنى واستعبدته المطامع
البخل داء فتاك.. كم فرق بين أحباب، وهدم أسراً، ودمر مجتمعات، وزرع الحقد والغل في الصدور، فتقطعت الأواصر، وانصرمت الوشائج، وقام على أساسه سوق الحسد والبغض، وهو اخطر فيروس لداء وأخبثه، يشعرك صاحبه وكأنه لا يثق في الله تعالى، فهو دائماً يسيء الظن بخالقه.
في الجزائر تكفل رجال الاعمال بمستلزمات الوقاية ، حيث توزع الكمامات والمعقمات في الشوارع .
وفي العراق تمكن رجال اعمال كردستان من بناء مستشفي في سبعة أيام .
ومن جميع دول انحاء العالم نشط رجال اعمال جمعوا ثروة بالتدرج ، لهذا اليوم الذي قد لا يعود مرة اخرى.
أما في موريتانيا فقد جمعوها بالتهور ، وسلبوها من شعب لا حول له ولا قوة ، ليتحولوا بين عشية وضحاها إلى رجال اعمال ، وعندما اقترب "الخطر" صمتوا صمت الحملان.
مولاي الحسن لموقع صوت