شكل صندوق التضامن الاجتماعي الذي اعلن عنه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني فرصة لمحاسبة الانفس اكثر مما هي للعمل الخيري .
وتأتي الخطوة المباركة أمام وباء يجتاح العالم وسط عجز جميع الاسباب الارضية لكفح جماح اتساع رقعة او اقافه عند حدود معينة ، ما يدفع المؤمنين بالله حقا للإتجاه إلى أسباب السماء .
ويأتي إعلان الرئيس فتح صندوق بمثابة إتاحة الفرصة أمام مشاركة الجميع وخاصة أولئك الذين ساهموا في معانات هذه الفئات المستهدفة التي حُرمت من ثروات وخيرات بلادها ، وبقيت في مؤخرة شعب دأبت الحكومات المتعاقبة على التسول به في الخارج وحرمانه في الداخل.
ولعل الدولة العميقة هي الاعلم بكل شاردة وواردة ، على مدى عقود من الزمن تحلهم خلالها متسكعين ورواد قمار إلى مليارديرات على حساب رغيف الشعب في المدن والارياف.
ومن المخيف لدى العامة أن ما شرد من معلومات حول النهب المنظم لخيرات الوطن منذ الثمانينات حتى اليوم ، كان كافيا لجعل الشعب الموريتاني خاليا من الفقر بإذن الله تعالى.
والمؤسف حقا ان النهب والفساد الذي زاد الشعب هشاشة! ، انعكس على المفسدين وناهبي المال العام بمزيد من العز والشهرة والنفوذ، في بلد يعتمد حكمائه على مقوله "التي اتول شي ظاقو".
هذا وكان رئيس الجمهورية قد اعلن ان الدولة ستساهم في الصندوق بمبلغ 25 مليار قديمة ، إلا مخاوف من تنافس مسييري مؤسسات عمومية باستغلال الحماس والتنافس في التبرع لتبرير أموال من المؤسسات التي يديرونها ، والتبرع ببعضها ، وهو ما يعرف لدى العامة بـ" اكطع من شاربو او لكمو".
ومهما يكن من أمر فإن الزمان والمكان يفرضان التجرد من كل "القيود" ، والرجوع إلى النفس الامارة بالسوء ، ومحاسبتها قبل الحساب الأكبر.
مولاي الحسن لموقع صوت