شكلت صندوق مواجهة وباء كورونا أبرز الخطوط الامامية في الاجراءات الاحترازية ضد فيروس كرونا ، والتخفيف من انعكاساتها على الحياة المعيشية للطبقات الفقيرة والهشة .
ويرى البعض ان الاعلان عن الصندوق وعن صناديق أخرى قادمة يظل ابرز الحلول ، وليس للإنقاذ ، أكثر مما هو للإبقاء على عقد الكيان، وخلق شبه توازن بين طبقة الاثرياء والطبقة المسحوقة ، في دولة تكاد طبقتها الوسطى تختفي بسبب النهب وسوء التسيير.
وتبدو ازمة الوباء الطارئة لا تتيح أي فرصة للتخاذل والمراوغة ، بعد صعود مؤشر الخطر المهدد لكيان الدولة ، ليجعل تعبئة الموارد المالية أبرز الجبهات الدفاعية في الحرب المعلنة ليس على فيروس كرونا ، بقدر ما هي حرب على الفقر والغبن والمرض.
ويأتي اعلان رئيس الجمهورية عن الصندوق المبارك في جو من التعاطف والتكافل ومحاسبة النفس ، ما يفتح المجال واسعا أمام مزيد من العطاء والتبرع كل من موقعه ، وحسب مستواه "واحن متعارفين".
إلا أن طريقة التبرع تتجه لتحديد وحدة للتبرع تحت اسم كلمة اكبر من مقابلها وهي "الراتب" وقد لا تخدم بالضرورة مستوى التبرع والإقبال عليه.
ونظرا إلى تفاوت أصحاب الرواتب في المستويات المادية ، قد يشكل الراتب اجحافا على المتبرع ، ولا يدعم بالضرورة مستوى التبرع.
فمن الوزراء من يملك المليارات ، ومنهم من لا يملك سوى راتبه ، وكذلك المدراء ورؤساء المصالح.
ولعل تبرع الرئيس والوزراء برواتبهم كان اعلانا عن حقيقة رواتبهم ، وتحولهم إلى عمال ، أكثر مما هو تبرع للشأن العام.
ومهما يكن من امر فإن جميع ما دفعه الرئيس ووزرائه ، كان بإمكان احد المدراء المقربين من مقربيه ، ان يدفعه عنهم ، للحيلولة دون الكشف عن رواتبهم.
وكان رئيس الجمهورية محمد ولد الغزواني قد تبرع براتب 3 اشهر لصالح صندوق مكافحة "كورونا" وهو ما يساوي 22 مليون وخمس مئة ألف أوقية قديمة، وهو ما يعني يتقاضي اكثر سبعة ملايين .
بينما تبرع وزيره الأول براتب شهرين أي 7 ملايين أوقية قديمة، وهو ما يفيد ان راتبه ثلاثة ملايين ونصف.
و تبرع اعضاء الحكومة براتب شهر واحد وهو ما مجموعه 32 مليون أوقية قديمة وبالتالي يكون مجموع تبرعات الرئيس وحكومته 61 مليون و800 ألف أوقية قديمة.
بينما جمع اتحاد ارباب العمل الموريتانيين مبلغ 924 مليون أوقية وهو اعلى مبلغ تم التبرع به حتى الان ، مع انه يعتبر قد حرن في زاوية، نظرا إلى عدة اعتبارات ، إذا لم يفاجئ الرأي العام بأرقام جديد تتماشى مع مستواه العملي والوطني.. "الا الحك باط"
مولاي الحسن لموقع صوت