هكذا بين الجد والهزل تتدحرج المؤامرات بالعمل النقابي في موريتانيا من نصوص ونضال ، إلى موزعي سلة غذاء، لم يعودوا مؤتمنين عليها حتى!.

فقد سلم وزير الوظيفة الموريتاني لكل مركزية نقابية مساعدة تتألف من خنشتين فئة 25 كيلو غرام من الأرز، وخنشة 50 كيلو غرام من السكر و40 لتر من دلوير، إضافة كيس صغير من جفل وآخر من الصابون.

والزم الوزير كل نقابة بتسليم أسماء الأسر التى ستستفيد من هذا الدعم وتقديم أرقام أصحابها ، بحجة ان لا يستفيدوا مرة أخرى من التوزيعات الحكومية ، وهو ما بدى عدم ثقة في نية المركزيات ، والتأكد من وصول كل صرة غذائية إلى اسم ورقم!!.

خطوة جديدة تكشف عن الوجه القبيح للعمل النقابي، وخلفية ممارسات الدولة العميقة في تقزيم العمل النقابي ، بعد فتحه على مصراعيه وإفراغه من معناه ، تحت ذريعة الحرية النقابية.

37 ترخيص تطلق عليها المركزيات أو الاتحادات النقابية ، أبرزها ، لا يعدوا ترخيصا ومحفظة بهياكل خيالية ، مجلس وطني من الحان ، أو على الأصح من أهل اسرينح كما يقال شعبيا ، وتنفيذي ، وموتمرات تعقد تارة في سيارة مرسيدس 190 لا تحتاج إلى صالة للاجتماع ، وأعداد المركزيات تتزايد لتتجاوز عدد الشغيلة.

وضع محزن أكثر مما هو مضحك يعيشه العمل النقابي في موريتانيا بعد أن تأسس مع تأسس الدولة على أسس فاعلة ، وضعها الرعيل الاول من أمثال المرحوم الشيخ ماء العينين ، لمصلحة الشغيلة الموريتانية ، لم يستن الخلف بها ،ليتحول العمل النقابي من ميدان النضال ، إلى الجيوب الخاوية .

هكذا فشلت المركزيات النقابة على أشكالها في استرجاع ابسط الحقوق للشغيلة الموريتانية ، أو المحافظة على علاقة العمل بين العامل ورب العمل ، مع طفرة  وتضخم في المساطير القانونية والاتفاقيات الجماعية والدولية لصيانة حق الشغيلة.

ولعل الاتحادات النقابية الشخصية أرادت " اذكروني ولو بشر" بعد ان وعت عجزها عن الدفاع عن العمال والتشغيل ، ووصل الانتهاك الرواتب والأجور ، وأصبح التفاوض على البقاء ، وليس الحصول على ابسط ما تخوله الانسانية والوطنية والمساطر القانونية .

هكذا نحن في موريتانيا ومركزياتنا النقابية المتناغمة مع احزابنا وبنوكنا وحتي سدودنا ، فماذا بعد الاتحاد النقابي لفلان ومركزية فلان ونقابة فلان، على وزن بنك فلان وحزب فلان ومحمية فلان وسد فلان وصونداج فلان ولم يبقى سوى دولة فلان!!.

فمتى سيعود العمل النقابي لسابق عهده في موريتانيا؟.. لست ادري!

مولاي الحسن مولاي عبد القادر / لموقع صوت