الكذبة الصغيرة عندما تتكرر تتحول إلى فجور تجاه الآخرين وعنف وجريمة..
كم اتمنى معرفة ما يحس به المسؤول او السياسي وهو يكذب ويعرف انه كاذب ويعرف ان المواطن يعرف انه كاذب ؟
المسؤول الذي يكذب اكثر حماقة من المجنون ، واكثر عرضه للفضح ، وحديثه دائما معد للتشريح ، وصورته في الصحافة اليوم لم تعد صامتة ويركب عليها حديثا يرضاه ، بل هي صورة ناطقة تروي ما قاله صاحب الصورة ، إن وعد في انجاز سئل في قادم الايام عنه ، والتنكر للوعد يعني شيئا واحدا فقط هو التخلي عن الحقيقة ، وإنكارها لا يكون الا بضدها أي الكذب ، وان استعان بخبرة او حيلة المؤلف وقع بوعي قارئ او مواطن له ضمير يغفر ولكن ليس له فهم ساذج تنطلي عليه حيلة المحتال ..
قد يكون أفضل مصطلح متوافق مع ما جرى، ويجري في موريتانيا، هو “مؤسسة الوطنية للكذب”، لأن الأكاذيب تراكمت بكثافة مفرطة إلى أن أصبحت جبلًا، وتحتاج فعلًا إلى مؤسسة لوحدها، ويكفي أن نجمع تصريحات وبيانات ومقابلات الشخصيات موريتانية (في السلطة والمعارضة)، طوال السنوات الماضية، لنكتشف حجم جبل الأكاذيب هذا.
نحتاج إلى مؤسسة الوطنية لجمع الأكاذيب وترتيبها وتصنيفها وأرشفتها، ومؤسسة للتنسيق بين أكاذيب الدول، وإدارة لإقناع الموريتانيين بكذب ما يسمعون في معظمه.
كثير من الكذب الذي جرى تداوله مقصود ومدروس، وهذا النوع يخصّ السلطة وحلفائها و المعارضة.
وبعضه كذب مقصود أو غير مقصود، لكنه في الحالتين كذبٌ مخلوط بالبلاهة، وهذا كان سمة مميزة وحصرية لـ “لمنظمات الحقوقية” و”القوى السياسية” و”الهيئات الإعلامية ”، التلفزة الموريتانية وكالة الأنباء و إذاعة التي اظهرت الوجه القبيح من كذب علي المواطن وعدم نقل الحقيقة في نشراتها أخبارية وخير مثال على ذلك التقرير عن مدينة ولاتة التاريخية اظهر كذب هذه مؤسسة لتقطيتها عن كورونا بإظهار أخبار غير صحيح عن مدينة تاريخية.
قال عليه الصلاة والسلام: (وإيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا) رواه البخاري ومسلم.
حتى نحن -أي الشعب- غير بريئين من الكذب هذا، وإن كنا في خانة الضحية بالعموم؛ فالضحية تكذب أحيانًا.
بعض الشعب كذب على نفسه عندما صدق أكاذيب المسؤولين، أو أراد أن يظهر بمظهر المصدِّق مع أنه يعرف أكاذيبه حق المعرفة.
وبعضٌ آخر من الشعب كذب على نفسه أيضًا عندما صدق أكاذيب المسؤول وأكاذيب سياسيي الساحة وقادة الأحزاب السياسية من كل صنف ولون.
وعي المواطن وتنميته هما الهمّ الاول لرئيس الجمهورية هذه البلاد الذي تجاوز بضميره وصدقه كل زعامات الكون ، واصبح عنوانا لمعنى الاخلاص ، سقف العمل لديه مصلحة المواطن لا يوجد لديه اعلى من ذلك ولا يرضى ان ينخفض سقف مصلحة ابنائه ، فالكذب محرم على كل العباد.
حفظ الله موريتانيا وجعلها آمنة مطمئنة.
عبد الرحمن الطالب بوبكر الولاتي