افتتاحية: تشهد مناطق احياء العاصمة نواكشوط حالة من الخوف والهلع اتجاه تصرفات بعض القطاعات المشرفة على تطبيق الاجراءات الإحترازية .
وتتسع الممارسات لتبلغ ذروتها اتجاه ساكنة نواكشوط ، فمن تعذيب شباب في الشارع وتوقيف الاسر ، إلى نقل الفتيات ليلا إلى المخافر ، تتنوع الممارسات خارج إطار القانون وحق المواطنة لترفع هاجس خوف المواطن ، وتضعه بين مطرقة الجائحة ، وسندان تعنيف القائمين على تطبيق الاجراءات الوقائية منها.
ويتصدر أصحاب البقالات والدكاكين الغذائية قائمة الضحايا ، ليكونوا أول من يعلم من بعض الفرق بقرب الوقت المحدد لحظر التجوال ، قبل أن تبدأ التحرشات ، والتي تنتهي عادة بتفاهم قد لا يدخل بالضرورة ضمن أولويات التطبيق الجاد للإجراءات الاحترازية لوقاية المواطن من خطر الجائحة وليس لتعنيفه ، واستغلال مكانته.
وقد حصلنا في موقع "صوت" عن قصص وروايات موثقة تعرض لها مواطنون ، نربأ ببعض القائمين على العملية باستغلالها ، في هذا الوقت الحرج من تاريخ البلد الذي يتطلب مزيدا من الشهامة والتعاطف ، مثل ما يتطلب من انسجام مع تعليمات اللجنة الوزارية والسلطات الصحية في مكافحة جائحة كورونا.
وقد لا يتسع المقام لنشر هذه الممارسات ، انطلاقا من مبدأ خطنا التحريري ، والاحساس بالمسؤولية والوقوف على مسافة واحدة من جميع القطاعات الوطنية المحترمة ، إلا أن الحاجة إلى تعليمات جديدة في التعامل مع كرامة المواطن تظل الاجراء الغائب في تطبيق الاجراءات الاحترازية للوقاية من انتشار جائحة كورونا .
ومهما يكن من أمر فإن القطاعات العسكرية وشبه العسكرية تظل في صدارة الخطوط الأمامية للحرب على انتشار الجائحة ، والضامن الاساسي لإنقاذ البلد من دائرة الخطر .