علمنا في موقع "صوت" ان المدعو عالي ولد ابنو قرر الترشح لنقابة الصحفيين الموريتانيين .
ويعتبر ولد ابنو أحد أبرز اعضاء لجنة تسيير صندوق دعم الصحافة ، التي اقصت عمدا موقع "صوت" من الدعم الحكومي بدافع الجشع والتآمر على حقوق الصحافة ، وفرض زبونية مع اللجنة شرطا للاستفادة من الدعم الحكومي.
وقد قرر موقع "صوت" مقاطعة تشكيلة اللجنة الحالية ، والدعم الحكومي المشروط بها ، وعدم التعامل معها .
وكان ولد ابنو قد استطاع بوسائله الخاصة ان يشغل منصب عضو في ما يسمى لجنة حقوق الانسان ممثلا للصحافة ، خلفا للمرحوم احمد سالم ولد ماسيره.
وقد هيمن ولد ابنو منذ سنوات على لجنة تسيير وتوزيع صندوق دعم الصحافة المستقلة ، حيث ابدعت اللجنة في تبديد مخصصات المستضعفين من المؤسسات الاعلامية ، واستولت عليها جهارا نهارا ، حيث بدت شراسة فسادها في مؤسساتها الوهمية وضيزي قسمتها وتآمر أعضائها ، وانعدام أهليتها في تولي مصالح العباد.
ويرى معظم الاعلاميين أن ولد أبنو هو المسؤول الاول عن قرارات اللجنة ، حيث يستغل الترغيب والترهيب على تشكيلة أعضاءها ، وإقناعهم بالرضُوخ لقراراته .
وحسب أعضاء في اللجنة، فقد سبق لولد أبنو أن أثار شجارا في لجنة صندوق 2018 حيث هدد احد أعضاءها بسلاح يحمله لبتزاز الآخرين .
وقد اصبح صندوق دعم الصحافة المستقلة منذ سنوات عبارة عن ميزانية من أموال الشعب يتم تبريرها بسم الصحافة المستقلة ، ليتم تمريرها إلى لجنة تسيير ، تشكيلتها مبنية على المجهول، يطلق لها العنان في الاستيلاء حقوق الآخرين .
وقد كان موقعنا (صوت) ضمن ابرز المضررين من ظلم هذه اللجنة ، حيث تقدمنا برسالة عبر منبرنا إلى رئيس الجمهورية ، شرحنا خلالها ما لحقنا من ظلم وتمييز وعنصرية وحرمان في عهد الانصاف ، دون ان نتلقي ردا او اجراء يضمن حقوقنا في الدعم الحكومي ، وينصف موقعنا ويبث الاعتزاز بالمواطنة ، في دولة القانون والمساواة.
ويبدوا أن مغامرات عال ولد أبنو قد تجاوزت صندوق دعم الصحافة إلى نقابة الصحفيين .
ونعد زوارنا الكرام ، أننا في موقع صوت سنخصص تغطية خاصة بانتخابات نقابة الصحافة ، حتي يعلم ولد ابنو أنه لا احد اضخف من ان يظن.
وتسود ثقافة الفساد والنهب منذ عقود في موريتانيا ، حيث ينقسم اللصوص فيها إلى نوعين لصوص محترمين لا يلقون في حقوق الضعفاء ، ولصوص ساقطون مثل فيروس كورونا يبحثون عن حقوق كل من ضعفت مناعته وقل أنصاره للاستيلاء عليها.
فما احوجنا إلى لصوص ذو أنفة
عندما تَنهض الأمة يصبح اللص فيها حكيماً، وعندما تكبو يتحول حكماؤها إلى لصوص.
كان أبو عثمان الخيّاط من أشهر لصوص بغداد في العصر العباسي، وأكثرهم أخلاقاً، وهو القائل: ما سرقت جاراً وإن كان عدواً لي، ولا سرقت كريماً، ولا امرأة، ولا بيتاً ليس فيه رجل، ولا قابلت غادراً بغدره لأبي عثمان وصايا تقرأ فيها الحكمة، والبلاغة، والصدق، والوضوح. كان يوصي زملاءه من اللصوص، أن يأخذوا حقوقهم من مال (الغدرة والفجرة) الغادر والفاجر، وكان يقول لهم في عهده: اضمنوا لي ثلاثاً أضمن لكم السلامة. لا تسرقوا الجيران، واتقوا الحرم، ولا تكونوا أكثر من شريك مناصف. بمعنى تقاسم الثروة مع الغني. وفي هذا الموقف أنشد:
أسرق مال الله من كل فاجر
ومن تلاميذ أبي عثمان في السرقة ابن حمدي العيّار ، كان إذا قطع الطريق، فإنه لا يسرق أصحاب البضائع الصغيرة واليسيرة، التي تكون قيمتها دون الألف درهم. ومن تلاميذه أيضاً أبو سيّار الشاطر.
كان يخرج إلى السرقة بدافع العدالة الاجتماعية، والتكافل، والمساواة.
وفي القرن الثاني الهجري، كان لصوص بغداد من الشطار، والعيارين، والفتوة، يشعرون بجوع الجياع، فيسرقون الأغنياء، ويعطونها للفقراء، ويقاسمونهم الجوع، والحشف، والشظف.
ثم جاء من بعدهم الشقاوات في العهد العثماني ليثبتوا أنهم أهل شرف وشهامة ومروءة. من هؤلاء كان عباس السبع أشهر شقاوات بغداد الكرخيين في ذلك الزمن. كان مثال الأخلاق النادرة. يذهب في طلبه كل محتاج فلا يعود خائباً، فإذا تعسر لديه المال سرق بيت غني وأعطاه إلى طالب الحاجة.
ومن أجمل قصص التراث كتاب (ألف ليلة وليلة). تقرأ فيه مغامرات لذيذة عن علي بابا والأربعين لصاً من اللصوص الشرفاء. ثم مرت الأزمنة فإذا بنا نقف اليوم أمام ألف لص لا يملكون ذرة من هذا الشرف. وبعض من هؤلاء اللصوص وزراء، ونواب، وساسة، وقادة أحزاب، ورجال مجتمع.
قيل إن مسؤولاً فاسداً أراد أن يجعل من نفسه الزاهد، الناسك، العابد، فتقدم إماماً يصلي في الناس، فما كان من أحد المصلين حتى نبّه الآخرين بصوت عال: احذروا هذا الإمام كي لا يسرق منكم ركعة!
لهذه النكتة معان عميقة، عندما تريد أن تسخر بمرارة من أصحاب الشعارات (المقدسة)، والمنادين بالعدل الاجتماعي، ودعاة الدولة الكهنوتية، بينما هم يستغلون الدين لمآرب أخرى.