افتتاحية: ـ شكلت الاجراءات الخصوصية التي تضمنها بيان مجلس الوزراء يوم أمس ، جدلا بين العامة من البسطاء الذين لا يستطعون حيلة ولا يهتدون.
كما شكلت مصدر حرقة للطامعين في التعيين، والمراهنين على المساواة وتكافؤ الفرص بين أبناء الشعب الموريتاني.
ومع استغرب المراقبين للشأن العام وغيرهم ، حول طريقة تمرير تلك التعيينات من حيث المعايير والانتقاءات التي استندت عليها القطاعات ، إلا أن عنصر المفاجأة في تلك التعيينات ، كان لافتا في ثلاثة مواهب جديدة ، وهما سابقتين في التعيينات الموريتانية وظاهرة خطيرة تتسع لتصبح تقليدا في التعيينات المستقبلية.
السابقة الاولى
إن المتتبع للبيان الصادر في اعقاب مجلس الوزراء الاسبوعي ليوم أمس ، والمتضمن للإجراءات الخصوصية ، سيلاحظ لا محالة غياب تسمية المؤهلات لجميع المعينين ، وتلك سابقة ، حيث تعودنا نحن العامة على أن تسمية الشخص المعين يتبعها تعريف لمؤهلاته ، مثلا : الحاصل على شهادة الدكتوراه من إحدى وراقات نواكشوط ، على سبيل المثال لا الحصر.
السابقة الثانية
وفي الوقت الذي ألفنا ونحن العامة في تمديد المأموريات وليس خرقها ، تأتي السابقة الثانية لتخرق المأموريات ، حيث دفعت شهية وزير التوجيه الاسلامي في تعيين احد أقربائه على رأس المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية ، وهو أهم المؤسسات التابعة له ، إلى خرق المرسوم المنظم لسير عمل المؤسسة التعليمية ، والذي ينص على منح مدير المعهد مأمورية من أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة ، إلا أن الوزير قرر تعطيل ذلك المرسوم في ما يبدو ضمن الشعائر المعطلة حتى إشعار جديد.
أما الظاهرة
فهي تعيين الاقارب والمعارف ، وتلك ظاهرة تبدو جلية وتتسع لتصبح تقليدا معمولا به في موريتانيا الجديدة ! .
فالمتتبع للتعيينات قد يجد الدلالة الواضحة في تسمية الاسماء ، دون عناء في البحث عن الخلفيات والعلاقات العائلية والقبلية والسياسية.
ومع ان ظاهرة تعيين الاقارب والمعارف والمناصرين ، وإقصاء الخصوم والمعارضين ، ليست ظاهرة جديدة في موريتانيا ، بل هي ضاربة في القدم منذ إعلان الدولة ، إلا أنها أصبحت تتسع ، وتتضح معاليمها ، ويتم تداولها على نطاق واسع ، وقد يتم تلحينها مستقبلا ، لتصبح أغنية على غرار "حوظ النبي ذ ماروكو".
موقع صوت