في الاسبوع الثاني من شهر مارس الماضي أعلن وزير الصحة عن ظهور أول إصابة بفيروس كورونا وافدة عن طريق عامل في إحدى الشرائك المستثمرة في المعادن قادما من بلده بعد انتهاء عطلته.
قبل ذلك كانت الحكومة بتوجيهات من رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني عندما بدأ الوباء يتنقل بدون جواز سفر بين دول آسيا واوروبا شرعت في اخذ الحيطة عن طريق اتخاذ حزمة من الإجراءات لتسديد ضربات استباقية للجيش الغازي لبلادنا لإرغامه على التراجع مهزوما خاوي الوفاض.
ولئين كانت خططها واستراتيجتها واستعدادها اوشكت على احراز النصر في الجولة الاولى من المعركة ، فإن تخاذل المواطن وعدم تعامله ايجابيا بجدية وحزم مع الوباء الذي دمر صحة واقتصاد دول عظمى سبب تقهقرا وثلمة جعلت الجولة الثانية من المواجهة في البلد اشد وطأة واثقل ظلا على المواطن من الأولى.
فبإعلان الجهات الصحية عن تسجيل حالة هنا وأخرى هناك بسبب تسلل لوافدين دخلوا على حين غفلة من أجهزة الرقابة الحدودية ووجدوا بئة حاضنة لهم كان ذلك عاملا في سرعة تفشي الفيروس الذي تترافع اعداد المصابين به بشكل ملفت للأنتباه بل متجاوز لكل التوقعات .
واذا كنت الحكومة سخرت كل الإمكانيات المادية واللوجسية وعبأت طواقمها الطبية وزادت عليها لمواجهة هذه الجائحة، فإن اغلب المواطنين مازال بعيدا كل البعد من المساهمة في القيام بدوره في التصدي لهذه الجائحة .
فما نشاهده يوميا بعد آخر من خرق لإجراءات التباعد الذي هو النافذة التي تدخل منها عدوى هذه الجائحة بشكل مباشر يجعل المتابع يضع يده على صدره خوفا على مجتمع لم يعش في يوم من الأيام على الأقل منذ عقود خلت وباءا مشابها لهذا الوباء.
ان الظرف الزمني الذي نحن فيه يتطلب حظر التجمعات بشكل عام وخاصة في المناسبات الاجتماعية، وفي التعازي وحتى في الزيارات التي لا تمليها ضرورة ملحة والاكتفاء عن كل ذلك باستخدام وسائط التواصل الاجتماعي المنتشرة على الأقل في هذه المرحلة الحرجة لنخرج منها منتصرين في المعركة الثانية من مواجهة هذه الجائحة .
ان قرار اللجنة العليا الأخير بالبقاء على الاجراءات التي عندما طبقت في المرحلة الأولى من المواجهة اثبتت نجاعتها وكادت ان تجعل بلدنا مثالا يحتذى عالميا في نجاح خططه وإجراءاته الاستباقية التي كانت بحق نابعة من إرادة فلاذية لحماية الوطن والمواطن، إلا ان تصرفات بدون وازع وطني يقوم بها البعض قلبت المعادلة وغيرت الموازين ، وساهمت في تفاقم محنة البلد بهذا الوباء.
ومهما يكن فإن على المسؤولين عن الشأن العام ان يواجهوا المحاولين تخريب البلد من خلال التسلل عبر الحدود وبين المدن والمتعاونين معهم بإجراءات رادعة كما شاهدنا في العديد من بلاد العالم التي لم تتمكن من محاصرة الوباء الا بفرض الحجر المنزلي وارتداء الكمامات والتباعد واستخدام وسائل النظافة والتعقيم .
فهذه الآجراءات التي يرفض اغلب المواطنين تطبيقها بل يعتبرها نوعا من اللعب على العقول هي وحدها الكفيلة باستئصال الوباء.
فإلى متى ونحن نصوب السلاح الى نحورنا بأيدينا… أليست لنا قلوب نعقل بها وآذان نسمع بها،،، ؟؟
بقلم : كرمي احمدو، إطارة بجامعة نواكشوط العصرية.