تشهد مدينة ولاتة التاريخية انفلاتا صحيا غير مسبوق في التاريخ الحديث للمدينة المنسية منذ زمن بعيد .
فالتصحر والعزلة والعطش تجعل من المدينة التاريخية نموذجا حيا يعكس رعونة السياسات التنموية للدولة الموريتانية ، وغياب العدالة بين المناطق التي شكلت عقد الدولة لأول وهلة من تاريخ تأسيسها.
فبعد ستة عقود من تبعية المدينة التاريخية لكيان الدولة ، تنتصب مدينة إولاتن بتراثها الثري وآثارها الضاربة في القدم ، حيث تتهاوى على كف عفريت مهددة بإلقاء نفسها إلى الهاوية .
لم تقتصر معانات سكان المدينة على العزلة وانعدام مستلزمات الحياة ، ولا "العطش" وغياب سلطة العدالة وعدالة السلطة ، بل اصبح المرض يضرب أطنابه في المدينة وما حولها.
وحسب مصادر موقع "صوت" فإن المدينة التاريخية تشهد انتشارا واسعا لحمى الملاريا الموسمية بعد خريف كاد الباعوض ان يكون سيده.
وتشهد النقطة الصحية الوحيد في مدينة ولاتة زحمة غير مسبوقة ، حيث يفد إليها سكان الضواحي ، إضافة إلى سكان المدينة ، ثم تضيق غرف المستوصف بالمرضى لينتشر بعضهم إلى جانب مكبات القمامة المنتشرة في المستوصف.
ويوجد بالمستوصف قرابة ثلاثة ممرضين يعملون خارج تعليمات نذيرو ، حيث يقومون بشراء الدواء من مدينة النعمة وبيعه دون رحمة ، بل يصل في بعض الاحيان إلى مقايضة للمريض مقابل حياته.
وقد وصلت قنينة الماء "سيروم إلى ثلاثة آلاف أوقية قديمة ، ضف إلى ذلك الحقن التي عادة تضاف إليها والتي يظل سعرها مفتوحا أمام كل الاحتمالات حسب سعة المريض.
وحسب نفس المصدر فقد دق سكان المدينة ناقوس الخطر ، موجهين نداء استغاثة إلى وزير الصحة صاحب القرارات والاوامر الصارمة ، والغائبة في المرافق الصحية بمدينة ولاتة التاريخية.