إننا سكان هذه المنطقة الواحدة نشترك في الانتماء لدين الإسلام وفي انتماء أكثريتنا الكاثرة للعروبة ونملك أو نقع على عُقَد مواصلات لا يوجد لها مثيل في العالم خلجاننا ومضائقنا تربط بين المحيطات والبحار والقارات فمن مضيق جبل طارق بين الأطلسي والبحر الأبيض إلى قناة السويس وخليج العقبة " مضيق تيران" إلى باب المندب وخليج عمان ومضيق هرمز وفي جوارنا توركيا لديها الدردنيل والبوصفور !!!!
ولدينا من الأراضي الزراعية الخصبة مايؤهلنا لنكون سلة العالم الغذائية ونقع على بحيرة من النفط والغاز بحجم لا يوجد مثله في أي مكان معروف حتى الآن بالإضافة إلى مكامن لثروات منجمية كثيرة وكبيرة ...وتتوفر هذه البلاد على أفضل الأماكن السياحية في العالم بحيث لو تم استغلالها بشكل مناسب لضمنت مستوى دخل لا يتوفر لأحد في الكون مثله ولو تم تنظيم المواسم الدينية في الحج والعمرة لجميع المسلمين ومواسم الزيارات في العراق وسوريا للطائفة الشيعية لتحققت من ذلك نتائج مبهرة !!!
و غني عن القول أننا بحجمنا وثرواتنا واستراتجية موقعنا لم نستفد شيئا ولم نستغل قدراتنا وإمكانياتنا لتحقيق وحدتنا والحفاظ على سلامة أراضينا ومياهنا وأمن شعوبنا ورقيها وإسعادها لقد كان بإمكاننا الاستفادة من كل الإمكانيات لصالح شعبنا والشعوب التي تجاورنا وترتبط معنا بتاريخ وعقائد وقيم و وحدة مصير مشتركة !!!!؟؟
لقد كانت كل المميزات والخصائص الإيجابية والثروات سببا لشقائنا وبهدلتنا إذا سمح لي الألسنيون بهذا التعبير فتم تقسيمنا وسلب أجزاء كبيرة من أوطاننا و تمت السيطرة على ثرواتنا وجل مقدراتنا و تم استخدام المال الذي كنا نطمع في علاج مابنا بواسطته لإخضاعنا وإذلالنا والمزيد والمزيد من تفتيتنا وتدميرنا !!!
فهذه البنوك الإيمريكية والغربية ممتلئة بأموالنا وكل اضطراب في سوق العملات يخسر فيه العرب الملايير وعشرات ملايير الدولارات وبنوك فقراء العرب تتسابق للإفلاس ولاينال الإفلاس منها إلا المحظوظون لأنها بالإفلاس تتجنب الالتزام بضمان مال المودعين !!!
عشرات الدول الفقيرة من هذه الأمة تبحث عن ملايين لبناء طرق وإنجاز مستشفيات وتصليح فدادين للزراعة في الوقت الذي نرى الملايير من الدولارات تذهب لتنفق على النوادي الرياضية و على شراء الفنادق وتنمية السياحة في الدول الغربية المتقدمة جدا !! والأغرب من ذلك نراهم ينقذون المؤسسات والشركات المتعثرة في إمريكا وأوروبا بينما مؤسساتنا جميعا نحن الأقل غنى ، تتخبط في مشاكل لا أول لها ولا آخر !!!!
إنما يجري تجاوز حدود الجنون العادي ..لقد أصبحنا نتمنى جنونا نبقى معه نحافظ على بشريتنا نريد أن نبقي بشرا لديهم مس من جنون لنبقى على قدر ولو قليل من إنسانيتنا !!!؟؟
فعندما نرى مدينة إمريكية هي "انيو اورلانز" تتعرض لأمواج وأمطار بفعل الطبيعة فتقوم دولنا الغنية بتقديم الملايير التي لو قدمت للسودان لما انقسم ولما هرول نحو المجهول !! التطبيع... ولو وجدته الصومال لما فشلت ولو وجد لبنان جزئا منه لكان جنة الدنيا !! وعندما نرى الأمير الوليد بن طلال يقول أنه أنقذ "اترامب " من الإفلاس عدة مرات عندما كان في السوق قبل وصوله للرئاسة !! ونرى أميرا آخر أطال الله حياته يتقدم لشراء فريق لكرة القدم الإسرائيلية بمبلغ يكفي موريتانيا لتصليح ٩٠ ألف إكتار أي مايساوي ثلاثة أرباع أراض النهر التي لم تستصلح للأستفادة منها للزراعة!؟ إننا لا نتكلم عن تبذير الملايير في اللعب والمجون والليالي البيضاء والحمراء فتلك أعمال سفه يشترك فيها الغني والفقير ..فكثيرا ماسمعنا عن موريتانيين وسودانيين ولبنانيين ومن أقطار أخرى يتصرفون بالمال بأسلوب يفوق تصرف أبناء البلاد الغنية الذين يتصرفون تصرف من لا يخاف الفقر !!!
أليس لنا الحق بعدما ذكرنا أن نعتبر كل هذا الذي يجري يجعلنا في مستوى يفوق ويتجاوز الجنون العادي الجنون المعتاد الذي يظل صاحبه يعتبر إنسانا مجنونا فقط؟؟؟ !!!!
الكاتب الكبير / التراد بن سيدي