شكلت القررات المتلاحقة لانهاء الإجراءات الوقائية من جائحة كورونا نقلة نوعية في اتجاه الخروج عن الانسجام بين القطاعات الوزراية ، والذي ميز فترة الحرب الشرسة ضد انتشار فيروس كورونا.
وقد بدت لأول وهلة ، وزارة الصحة المرشدة والوصية على الإجراءات الاحترازية معية الداخلية ، بوصف الاجراءات أبرز الوسائل المتاحة باعتراف رئيس الجمهورية ، قبل أن تلتحق بالحرب معظم القاطاعات الوزارية في انسجام تام ، لدرع الخطر المحدق بالبلد .
وفي خبر مفاجئ اعلنت هيئة العلماء الموريتانيين في اجتماع عقدته الهيئة ترأسه وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي ، فتوى بالاجماع ، بإقامة صلاة الجمعة في موريتانيا، بعد قرار تعليقها بموجب مقرر صادر عن وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي ، بتوجيه من وزارة الصحة صاحبة الاختصاص.
وجاءت فتوى هيئة العلمات بعد ساعات من إعلان مدير الصحة عن خطورة الوضع رغم التراجع في الإصابات والوفيات ، وارتفاع حالات الشفاء.
وبعد يوم واحد من فتوي هيئة العلماء ، أعلن الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور سيدي ولد سالم إن الحكومة الموريتانية قررت استئناف الدراسة يوم الاثنين القادم في كل مؤسسات التعليم .
واضاف الوزير فى مؤتمر صحفي مساء امس أن القرار تم مع إلزامية احترام الجميع للإجراءات الصحية، وخاصة ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي ما أمكن، مطالبا كل مؤسسة على حدة بالمحافظة على هذه الإجراءات.
وأشار ولد سالم إلى أنه لا بد من التعايش مع هذه الجائحة وإلا سنشهد خسائر في منظومتنا التربوية، مضيفا أن مدارس الدول المحيطة بنا مفتوحة بالرغم من انتشار الجائحة .
من جانبه حذر وزير الصحة الدكتور محمد نذير ولد حامد من خطورة الجائحة، موضحا أن الخطر مازال قائما، رغم أن هناك تراجع بسيط في عدد الإصابات بهذا الوباء، مبينا أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة أعطت نتائج إيجابية.
وقال ولد حامد إن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أمره ووزير الخارجية بتقديم اقتراحات عملية واضحة للحكومة لاقتناء ما تبقى من احتياجات بلادنا من لقاح فيروس كوفيد 19 .
وأضاف ولد حامد أن وزارة الصحة جاهزة و لديها كل الإمكانيات لاستقبال هذا اللقاح وتخزينه ونقله.
وقد لايستوعب البسطاء مدى التناقض الحاصل بين الأطراف الحكومية ، حول الجائحة ، سواء من يدعوا إلى التعايش معها مثل ما ذهب إليه الناطق باسم الحكومة ، ومن يدق ناقوس الخطر كموقف وزارة الصحة .
ويثير اختلاف القطاعات الوزارية تساؤلات حول موقف السلطة العليا مما يحدث في ظل الموجة الثانية من الجائحة التي تجتاح العالم ، والأكثر شراسة من سابقتها.
ولعل ضبابية الوضع ستكشف عن توجه متأخر باللجوء إلى مناعة القطيع ، والتعايش مع الجائحة ، ما قد يفسر عجز السلطات في آخر المطاف عن واجبها اتجاه صحة السكان .
ومهما يكن من أمر فإن توجها جديدا وموقفا من جائحة كورونا يلوح في الأفق قد لا تكون وزارة الصحة طرفا فيه ، لكنه قد يرغم نذيرو على أن يولي قبل الوصول إلى الضوء في آخر النفق!.
موقع صوت