قيل ان جحا ذهب مع ابنه وزجته في سفر وكان معهما من الزاد ثلاثة دجاجات مشويات ، ولما حان وقت الغداء نزلوا تحت شجرة ليتناولوا الغداء ، فأمر زوجته بتقسيم الدجاج ، فقال نحن ثلاثة وكلنا يأخذ دجاجة ، فتكون التثنية قسمة ، فأنا ودجاجة اثنين ، وإبننا ودجاجة إثنين ، وأنت ودجاجة إثنين، فقال جحا ليس كذلك، فالتثليث أحسن ، فأنا ودجاجتين ثلاث ، وأنت وإبنك ودجاجة ثلاث .
وتسود حالة من التفاوت وضيزي القسمة ، واتساع الهوة بين غناء القلة الفاحش ، وفقر الأغلبية المدقع ، وسط غياب للمساواة ومبدأ تساوي الفرص بين أبناء الوطن الواحد .
ولطالما شكل الوضع الخطير هاجس خوف لدى السلطات العليا في قيادة سفينة الوطن بربان العائمة على بحار من سمك وحديد وذهب .
ولا زال مستوى الفوارق الاجتماعية في المجتمع يؤرق قادة البلد ، حيث ينصب أهتمامها حول تقريب تلك الفوارق ، لجعل الوطن يسع الجميع ، بدل استغلال موارده من طرف ثلة من أبنائه على حساب شعب بكامله.
وتشكل الزيادات على الرواتب والأجور ابرز عائق أمام المساواة بين المواطنين ، وتكشف عن قناع من تلطخ ، يميط اللثام عن ثقافة رسمية تكرس اتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء.
فرغم ندرة القرارات القاضية بزيادة الأجور والرواتب ، ورغم تواضع الزيادات ، فإن طريقتها تعطي للقارئ انطباعا أن الغبن اصبح مبدأ ، وأن الوطن للجميع مازال بعيد المنال.
وغالبا تأتي طريقة الزيادات لتباعد بين هوية المدير والعامل البسيط ، وبين القئد والجندي البسيط، حيث يكمن الشيطان في التفاصيل ليحولها إلى نسبة مئوية ، فيعطي للمسؤول 50% ولمن بعده 30% حتي تصل النسبة المئوية إلى 10 أو 5% للعامل الفقير المعيل ، وكأن الحرمان قدر للفقراء والمحتاجين على هذه الأرض الطيبة ، التي يتقاضى فيها المكلف بمهمة في الرئاسة راتبا ، يساوي راتب عشرة مدرسين وخمسة جنود رغم أن مهمته لم تحدد بعد!!.
موقع صوت